طلاب كليات الفنون الأميركية... ختام عام دراسي بالتضامن

24 مايو 2024
تظاهرة لمجموعة طلاب من أجل العدالة في فلسطين، في كاليفورنيا (بريتاني إم. سولو/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في نهاية كل عام دراسي، تقيم كلية الفنون البصرية في مانهاتن معرضًا يشهد هذا العام تحولًا ملحوظًا بإدراج رموز فلسطينية وأسماء ضحايا فلسطينيين، كجزء من احتجاج طلابي يطالب بسحب استثمارات الكلية من المؤسسات الإسرائيلية.
- الطلاب نظموا فعاليات صامتة تضمنت قراءة أسماء الضحايا الفلسطينيين وتوزيع قصاصات ورقية ومربعات لحاف مزينة بالرموز الفلسطينية، معبرين عن احتجاجهم ضد إدارة الكلية لعدم استجابتها لمطالبهم.
- الاحتجاجات امتدت إلى كلية بارسونز للتصميم، حيث سحب طلاب الفنون الجميلة أعمالهم من معرض التخرج دعمًا لفلسطين، مما يعكس موجة واسعة من الاحتجاجات الطلابية عبر الجامعات الأمريكية، تضمنت اعتقالات وتعليق الدراسة في بعض الحالات.

في ختام كل عام دراسي، تُنظم كلية الفنون البصرية في مدينة مانهاتن الأميركية معرضاً يضم أعمالاً فنية لبعض أعضاء هيئة التدريس، وعدد من خريجي الكلية. هذا العام، كان المعرض الذي نظمته الكلية مختلفاً عن الأعوام السابقة، إذ توزعت بين أرجائه لأول مرة الرموز الفلسطينية، وترددت على ألسنة الطلبة أسماء لعشرات الفلسطينيين الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كان هذا جزءاً من تظاهرة احتجاجية نظمها بعض طلبة الكلية أثناء افتتاح المعرض لمطالبة الإدارة بسحب استثماراتها المرتبطة بمؤسسات إسرائيلية.

خلال الافتتاح، وقف الطلبة المشاركون صامتين، قبل أن يبدأوا فقطاع غزة قراءة أسماء الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا تحت القصف الإسرائيلي في قطاع غزة. استمرت قراءة أسماء الضحايا الفلسطينيين وأعمارهم لأكثر من 45 دقيقة. بعدها قام الطلبة بتوزيع أنفسهم في جميع أنحاء قاعة العرض، وألقوا قصاصات ورقية حمراء في الهواء، بينما افترش زملاء لهم أرض القاعة، وحمل آخرون مربعات صغيرة من اللحاف القماشي المشغول بالرموز الفلسطينية، والذي نُشر سابقاً على درجات متحف متروبوليتان للفنون في مارس/آذار الماضي. وزّع الطلبة أيضاً عشرات من الأوراق الحمراء على شكل زهرة شقائق النعمان، تحمل كل ورقة منها اسماً مكتوباً بخط اليد لطفل فلسطيني قُتل بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

أوضح المنظمون لهذه التظاهرة أن الإجراء لم يكن احتجاجاً على العرض أو القائمين عليه، بل على إدارة المؤسسة نفسها. في صفحة المجموعة على "إنستغرام"، شرح الطلبة أسباب احتجاجهم، ففي الوقت الذي استجابت فيه بعض الجامعات الأميركية إلى أصوات الطلاب بشأن مسألة سحب الاستثمارات، لم تستجب إدارة كلية الفنون البصرية أبداً لهذه المطالب.

يُنظم هذا الاحتجاج بالتعاون مع مجموعة طلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP)، التي ساهمت في تنظيم عدد من الاحتجاجات الطلابية خلال الفترة الماضية، وبينها اعتصام دام ليومين داخل كلية الفنون البصرية منذ نحو أسبوعين. ويوضح أحد المنشورات على صفحة المجموعة، أن الكلية أصدرت بياناً صريحاً بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي يدين فيه ما حدث، لكنها التزمت الصمت إزاء الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة. قال أحد المعلقين على المنشور من طلبة الكلية: "هم يدّعون الحياد، لكنهم أبعد ما يكونون عنه".

الفنانة الأميركية ربيكا جوييت، كانت من بين المُشاركين في هذه التظاهرة، وهي إحدى خريجات كلية الفنون البصرية، وواحدة من أبرز الفاعلات في التظاهرات الداعمة لفلسطين. تنشط جوييت أيضاً في جمع التبرعات من أجل أطفال وعائلات غزة، وهي تشارك في هذه التظاهرة لدعم الطلبة ولترسيخ فكرة التعاون والعمل الجماعي، فالفنانون ليسوا معتادين على العمل الجماعي كما تقول، لأنهم تعلموا العمل فردياً، وهي تحاول هنا تجاوز هذا الأمر. وقد أعلنت مجموعة طلاب من أجل العدالة في فلسطين أنها تخطط لمواصلة الاحتجاج خلال فترة العطلة الصيفية، عبر تنظيم ندوات تثقيفية على الإنترنت ودعم الحملات المُشابهة عبر الفضاء الرقمي.

على غرار ما فعله طلاب كلية الفنون البصرية في مانهاتن، عبّر مجموعة من طلاب الفنون الجميلة في كلية بارسونز للتصميم في بروكلين عن دعمهم لفلسطين، بسحب أعمالهم الفنية من معرض مشاريع التخرج السنوي. اتّخذ الطلاب هذا الإجراء أيضاً للضغط على إدارة الكلية، كما يقولون، لسحب استثماراتها من الشركات المرتبطة بالمصالح الإسرائيلية. وبدلاً من المعرض الرسمي للكلية، نظم الطلاب عرضاً بديلاً بعنوان "بذور التضامن"، افتُتح في 17 مايو/أيار.

في الوقت الذي انسحب فيه هؤلاء الطلاب، فضّل آخرون من زملائهم البقاء ضمن الإطار الرسمي للعرض، لكنهم قرروا توصيل رسالتهم الاحتجاجية بشكل مختلف. خلال الافتتاح، حرص الطلاب المُشاركون في المعرض على ارتداء الكوفية ورفع الأعلام الفلسطينية وهم يتحركون في صمت بين المعروضات. قال أحد الطلاب في صفحة المعرض على "إنستغرام": "كان لا بد من فعل ذلك؛ فنحن جميعاً نشعر بخيبة الأمل وتقصير إدارة الكلية".

المعرض البديل والتظاهرة في كليتي الفنون يمثلان أحد أشكال الاحتجاجات الطلابية التي عمّت جامعات الولايات المتحدة الأميركية، والتي قوبلت باعتقالات جماعية وتعليق للدراسة في بعض الجامعات. ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي تحولت فيه حفلات التخرج في معظم الجامعات الأميركية إلى منصات لدعم الشعب الفلسطيني، والاحتجاج ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

المساهمون