طاولة بوتين الطويلة: مَن صنع أثاث الرئيس الروسي؟

17 فبراير 2022
ادعى صانعا أثاث في إسبانيا وإيطاليا صنع الطاولة (مكتب الكرملين الصحافي/الأناضول)
+ الخط -

لفتت طاولة بالغة الطول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، الأنظار حول العالم، وأثارت السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأججت حشرية المتابعين لمعرفة هوية صناعها.

خلال مقابلة، الأسبوع الماضي، بدا بوتين وماكرون جالسين على طرفي طاولة بيضاء طويلة تمتد أمتاراً عدة، لكنها مألوفة لمراقبي الشأن الروسي، في إطار تدبير صحي يعزز الانطباع بأن الرئيس الروسي معزول عن العالم وسط الأزمة الأوكرانية.

وأوضح الكرملين أن هذا التدبير الصحي يُتخذ خلال استقبال أي زائر من الخارج رفض إجراء فحص للكشف عن "كوفيد-19"على يد طبيب روسي.

وادعى صانعا أثاث في إسبانيا وإيطاليا أن الكرملين كلفهما بصنع الطاولة الملفتة للنظر.

يجب أن يوافق القادة الراغبون بالاقتراب جسدياً من بوتين على إجراء فحص بالأنف على يد طبيب من الكرملين، أو يكتفون بالجلوس على كرسي عند طرف الطاولة

إذ قال فنسنت زاراغوزا، الذي يدير شركة أثاث تحمل اسمه في إسبانيا، إن الطاولة من دون شك من صنعه، وأكد في مقابلة مع الإذاعة الإسبانية، الثلاثاء، أنه تفحص الطاولة بحثاً عن عيوب حينما رأى الصورة، وأضاف: "أراقب أصغر العيوب حتى نتمكن من الاستمرار في التحسن"، لافتاً إلى أن الطاولة مصنوعة من خشب الزان الأبيض المطعّم بأوراق الذهب.

تولت الشركة الإسبانية صنع أثاث للكرملين والجمهوريات السوفييتية السابقة بين عامي 2002 و2006، من بينها مطبخ الرئيس الأوزبكي وغرفة الطعام. وانهمرت دموع زاراغوزا عندما قال لمحاوره: "صنعنا طاولات أكبر وأجمل، لكن رؤية صور لهذه الطاولة تجعلني فخوراً بأنني ــ بصفتي إسبانياً وفالنسياً ــ فعلت شيئاً يستحق العناء".

في الوقت نفسه، أكد مالك شركة "أوك" الإيطالية ريناتو بولوغنا أن الطاولة من صنعه، ونفى المزاعم الإسبانية، قائلاً "قمت بهذا العمل في 1995 أو 1996، ونُشرت صور الطاولة في كتب معظمها روسية صدرت عام 2000"، وأضاف متحدثاً عن منافسه في إسبانيا "هذا الرجل الذي لا أعرفه يقول إنه صنع الطاولة عام 2005... ونحن نملك كافة الشهادات للعمل الذي أديناه، وحتى حصلنا على تقدير الرئيس حينها بوريس يلتسين".

يذكر أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد، الثلاثاء، أن الإجراءات "مؤقتة" ومرتبطة "بذروة موجة" الإصابات بالمتحورة "أوميكرون" الشديدة العدوى. وبالتالي، يحاط الرئيس الروسي منذ أشهر بتدابير صحية تبدو أكثر صرامة من تلك التي يتخذها غالبية القادة الآخرين حول العالم.

ولم يفرض أي عزل في روسيا منذ ربيع 2020، تحت شعار المحافظة على الاقتصاد، بينما تلامس حصيلة الجائحة 700 ألف وفاة في البلاد، بحسب وكالة "روستات" للإحصاءات.

في المقابل، يجب أن يجري أعضاء البعثات الأجنبية والصحافيون الراغبون بزيارة الكرملين مثلاً، ثلاثة فحوص "بي سي آر"، خلال الأيام الأربعة السابقة للزيارة. ويجب أن يوافق القادة الراغبون بالاقتراب جسدياً من بوتين على إجراء فحص بالأنف على يد طبيب من الكرملين، أو يكتفون بالجلوس على كرسي عند طرف الطاولة.

إسباني وإيطالي يزعمان صنع الطاولة لصالح الكرملين الذي لم يقدم أي معلومة بهذا الشأن

وأثارت هذه المشاهد موجة تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعيداً عن التوترات حول أزمة أوكرانيا، إذ تُتهم روسيا التي حشدت أكثر من 100 ألف عسكري على حدود أوكرانيا بالتخطيط لغزو جارتها الموالية للغرب، الأمر الذي تنفيه موسكو.

واقترح البعض على شركة "آيكيا" السويدية العملاقة إنشاء نموذج طاولات طويلة تحت مسمى "بوتين"، أو تخايل آخرون طاولة الكرملين في ملعب لكرة المضرب أو في حلبة تزلج على الجليد. حتى أنّ الرئيس المجري فيكتور أوربان، وهو حليف أوروبي لبوتين الذي استقبله في الكرملين، مطلع الشهر الحالي، قال مازحاً إنه "لم ير يوماً طاولة طويلة إلى هذا الحد"، وفقاً لما نقلته وكالة "فرانس برس".

المساهمون