جيش الاحتلال ينظم "جولات" للصحافيين الأجانب على الجبهة في غزة

06 نوفمبر 2023
يمنع الاحتلال دخول الصحافيين الأجانب بمفردهم إلى القطاع (Getty)
+ الخط -

بينما يعلو صوت الصحافيين الغربيين المطالبين بالدخول إلى قطاع غزة، لتغطية العدوان، اختارت قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، اصطحاب مجموعة صغيرة من الصحافيين الأجانب، من ضمنهم مراسلو مؤسسات مثل "سي أن أن" و"نيويورك تايمز"، إلى شمالي غزة لمدّة 4 ساعات، مع رقابة صارمة ومسبقة على كلّ ما تم تصويره وتوثيقه من قبلهم، وذلك كجزء من الحملة الدعائية للعدو الساعي لإثبات تقدّمه البري في القطاع المحاصر.

وبعد قرابة أسبوع على بدء الاحتلال عدوانه البري على قطاع غزّة، وشهرٍ على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل، سيطرت قوات الاحتلال على الجزء الشمالي من الطريق الساحلي في غزة، محولةً إياه إلى معسكر ضخم.

وبحسب "نيويورك تايمز" فقد أُجبر الصحافيون والمراسلون على البقاء برفقة قوات الاحتلال طوال مدّة الرحلة، ووجّهت لهم أوامر صارمة بعدم تصوير الآليات التي نقلتهم إلى غزة من الداخل، وبعدم تصوير أيّ معلم من شأنه أن يكشف تموضع جنوده. فيما أشارت شبكة سي أن أن الأميركية، قبيل بثها تقريراً لمراسلها جيريمي دايموند عن هجمات الاحتلال داخل القطاع، أنّ الجيش الإسرائيلي اشترط على المرافقين الصحافيين تقديم جميع الفيديوهات والصور التي أخذوها لمراجعتها مسبقاً قبل النشر.

ووفّرت المشاهد واللقطات التي نشرها المراسلون الذين رافقوا جنود الاحتلال في مركبات مدرعة وبحماية الدبابات، الصورة الأقرب حتّى الآن عن العملية البرية من الجهة الإسرائيلية.

وفي الوقت الذي برّرت "سي أن أن" موافقتها على شروط قوات الاحتلال برغبتها في أن "توفر (للمشاهدين) نافذة ولو محدودة لما يجري على الأرض" فإن رغبة العدو كانت واضحة في استغلال وسائل الإعلام للترويج لروايتها حول "تقدّم عمليتها البرية" في غزة.

ومساء السبت الماضي، بدأت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها هيئة البث الإسرائيلية (كان) والقناتان 12 و13، ببثّ لقطات وتقارير عن عمليات قواتها في غزّة، لأوّل مرة منذ بداية العدوان.

وأظهرت إحدى اللقطات، قيام عناصر من جيش الاحتلال بإسقاط إحدى طائرات "القسام" المسيّرة، وذلك بعد أن بثّ الإعلام العسكري التابع للمقاومة لقطات تظهر قيام إحدى طائراتها برمي قنبلة متفجرة على تجمع لجنود العدو.

وجاءت الخطوة الإسرائيلية، ضمن محاولاتها الترويجية لمواجهة التأثير الكبير للمقاطع التي تنشرها "القسام"، وتظهر مقاتليها وهم يدمّرون دبابات وآليات إسرائيلية ويشتبكون مع جنود الاحتلال.

وشهدت السردية التي سعت إسرائيل إلى فرضها على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي مع انطلاق معركة طوفان الأقصى ضرباتٍ متعدّدة، بخاصة مع انتشار صور ومقاطع الفيديو التي وثّقت المجازر الكثيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقّ المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

ولا تسمح قوات الاحتلال للصحافيين الأجانب بالدخول إلى قطاع غزّة بمفردهم، وفي 28 أكتوبر، ردّت على رسالة من وكالتي رويترز وفرانس برس، تطالب بضمانات بعدم استهداف الضربات الإسرائيلية للصحافيين التابعين لهما، بالقول إنها لا تستطيع ضمان حماية الصحافيين الذي يغطون الحرب.

وارتضى الصحافيون الأجانب الشروط الرقابية التي فرضها الاحتلال على تغطيتهم لعملياته العسكرية لقاء الحماية، في الوقت الذي يواصل فيه استهدافه للصحافيين الفلسطينيين وعائلاتهم. 

وقتلت قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 30 صحافياً، و10 عاملين في مجال الإعلام، كان آخرهم الصحافي محمد الجاجة. فيما أصيب 32 صحافياً آخر. كذلك، ما زال مصير المصورين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، مجهولاً بعدما فقدا في أوّل أيّام الحرب.

وبحسب إحصائيات نقابة الصحافيين الفلسطينيين، فإنّ مئات الصحافيين الغزيين هُجّروا من منازلهم، بينما فقد العشرات منهم عائلاتهم نتيجة القصف المباشر عليها. كما دمّرت مقار 55 مؤسسة إعلامية، بينما توقفت 24 إذاعة عن العمل.

المساهمون