"اللد"... فيلم تسجيلي يعرض عالماً من دون النكبة

17 مايو 2024
استلهمت فكرة الفيلم من كتاب سالم تماري "الجبل ضد البحر" (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيلم "اللد" الوثائقي لسارة إيما فريدلاند يستكشف سيناريو بديل حيث لم تحدث النكبة، مع التركيز على التعايش السلمي بين الأديان في فلسطين، مستخدمًا الرسوم المتحركة لتقديم "فلسطين البديلة".
- تأجيل العرض الأول للفيلم بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة يعكس التحديات التي تواجه الأعمال الفنية المدافعة عن الحقوق الفلسطينية في مواجهة الضغوطات السياسية واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
- رامي يونس، المخرج المشارك، ينتقد الرواية الإسرائيلية ويسلط الضوء على تاريخ اللد العريق، مؤكدًا على التفاوت في المعاملة بين المواطنين اليهود والعرب والتحديات التي تواجه الحقوق الفلسطينية.

قالت مخرجة فيلم "اللد" الأميركية سارة إيما فريدلاند، إن أي شيء يدافع عن الحقوق الفلسطينية "لا يزال موضع خوف كبير في الولايات المتحدة، بسبب اللوبي الصهيوني".

ويعرض الفيلم التسجيلي "اللد" أحداثاً في واقع بديل لم تحدث فيه النكبة، ويلفت الانتباه إلى إمكانية عيش الناس من جميع الأديان بسلام معاً في فلسطين. أشارت فريدلاند في حديث مع وكالة الأناضول، الخميس، إلى أنهم اضطروا لتأجيل عرض الفيلم بعد إلغاء مهرجان أيام فلسطين السينمائية في الأراضي الفلسطينية، من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت في حديثها عن قصة بداية فكرة الفيلم: "أنا يهودية أميركية، ولم نتعلم أي شيء عن النكبة. وكأنهم محوا هذا الحدث عمداً من أذهاننا". أضافت: "في العام 2015 قرأت مقالة عمّا حدث في اللد أثناء النكبة، لقد أذهلتني تماماً. كنت مخرجة للأفلام الوثائقية لفترة طويلة، واعتقدت أنه يمكنني استخدام مهاراتي في سرد القصص لتوسيع المنظور حول هذا التاريخ".

وأشارت إلى أنهم صوروا بالرسوم المتحركة "فلسطين البديلة" التي لم تحدث فيها النكبة، ولفتت إلى أنهم استلهموا فكرة الفيلم من كتاب سالم تماري "الجبل ضد البحر" الذي يصف فيه إحياء ذكرى الخضر (القديس جرجس) من قبل اليهود والمسلمين والمسيحيين على حد سواء.

وأكدت أن "حوالي 70 عاماً من الاستعمار الصهيوني لا يقارن بالحياة المشتركة التي استمرت لمدة 2500 عام في مدينة اللد"، موضحةً أن "أي شيء يدافع عن الحقوق الفلسطينية لا يزال موضع خوف كبير في الولايات المتحدة، والسبب هو اللوبي الصهيوني".

من جانبه، قال الكاتب والمخرج المشارك في إخراج الفيلم رامي يونس وهو من سكان اللد، إن المدينة "لها تاريخ يمتد لأكثر من 5 آلاف عام. إنها مثل النجم المنسي"، مشيراً إلى أن "الرسالة الأساسية لمدينة اللد هي قصتها التي ترمز إلى قصة الشعب الفلسطيني كاملاً".

وفي تعليقه على اللقطات الأرشيفية، التي يشرح فيها جنود مجموعة البلماح الإسرائيلية كيفية استهدافهم مسجداً في اللد، قال يونس: "بالنسبة للمواطن الإسرائيلي العادي، لا يوجد شيء مخجل في هذا الكلام. فهم لا يستطيعون رؤية الكثير من الأشياء الخاطئة ويحاولون تبرير كل شيء".

أضاف: "تحب إسرائيل أن تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ولكن عندما يتعلق الأمر بمعاملة مواطنيها من العرب، فلا أعتقد أن الأمر كذلك". كما أوضح أن الحكومة الإسرائيلية تعامل مواطنيها اليهود معاملة مختلفة عن معاملة مواطنيها العرب، "ويمكن لمن يزور مدينة مثل اللد أن يرى الفرق الشاسع في المعاملة".

و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم في 15 مايو/ أيّار 1948، ويحيون ذكراها بمسيرات وفعاليات ومعارض في فلسطين وأنحاء العالم، للمطالبة بحقوقهم وبينها حق عودة ملايين اللاجئين. تأتي ذكرى النكبة هذا العام، مع مواصلة إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل دولة الاحتلال حربها رغم صدور قرار عن مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وعلى الرغم من مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

(العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون