العراق: سخرية من تصريحات قيادي في التحالف الحاكم بشأن تهريب الأموال

05 اغسطس 2023
استياء وسخرية بين العراقيين جراء هذه التصريحات (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

أثار تصريح لقيادي في منظمة بدر التي تمثل جزءاً من تحالف الإطار التنسيقي الحاكم في العراق جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، جرّاء حديثه باستهزاء عن عمليات تهريب الأموال العراقية إلى إيران، معتبراً أن المصارف لديها الحرية والصلاحية في "حرق الأموال، أو تهريبها، أو حتى رميها في البحر".

ولا يُعرف عن أبو ميثاق المساري تاريخاً سياسياً واضحاً، لكنه يظهر بين فترة وأخرى عبر وسائل الإعلام المحلية في البلاد، ويتبنى مواقف داعمة لإيران، من بينها الدفاع عن سياسة طهران في المنطقة، وانتقاد العقوبات الأميركية، كما سبق له انتقاد المحتجين الإيرانيين، واصفاً إياهم بـ"المخنثين"، فيما أعلن في أكثر من مناسبة إيمانه بما يُعرف بـ"ولاية الفقيه".

وقال أبو ميثاق المساري، في لقاء متلفز، عبر قناة التغيير العراقية، إن "الحكومة الأميركية تتهم المصارف العراقية بأنها تهرّب الأموال إلى إيران، مع العلم بأن هذه الأموال هي عراقية، وهي نتيجة لبيع النفط المستخرج من الأراضي العراقية". وأضاف: "لدينا الحرية في استخدام هذه الأموال. العراق له الحق في حرق الأموال، أو تهريبها إلى إيران، أو رميها في البحر".

عضو حزب الوعد العراقي مزهر الربيعي أكد أن "تصريح القيادي في الإطار التنسيقي ومنظمة بدر يعكس العقلية التي تدير البلاد، والتي تعتقد أن الأموال العراقية مجهولة المصدر أو لعبة في أيدي السياسيين الموالين لدول الخارج. تعليقه فضح سياسات الأحزاب الدينية والفصائل المسلحة القريبة من إيران".

وأضاف الربيعي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "السلطات العراقية من مسؤوليتها معاقبة المساري، لأنه يدعي أن الأموال العراقية خارجة عن القوانين الدولية، ولا تحتكم إلى النظم المالية والسياسات الاقتصادية التي تحكم العالم. لكن للأسف فإن التماهي السياسي ما بين السلطات الرسمية والأحزاب قد تجعل المساري يفلت من العقوبة".

وسرعان ما انتشر هذا التعليق، وعلّق عليه ناشطون وصحافيون اعتبروا أنه يمثل تجاوزاً على الأموال العراقية، فيما راح بعضهم إلى شرح دور بعض الأحزاب الدينية القريبة من إيران في بلاد الرافدين.

وغرَّد الناشط حكيم العراقي: "أحد نواب الإطار الفاسدين هذا منطق السراق أبو ميثاق المساري عن أموال العراقيين يقول: بكيفنه نحرگها نهربها لإيران نذبها بالبحر حلالنه هذا! هذه أهم إنجازات حكومة الإطار (...) هكذا يحكم اللصوص".

وكتبت المدونة سهير الجميلي مخاطبة المساري: "من أين لك هذا المال حتى يكون حلالاً لك؟ من أين أتيتم به وأنتم دخلتم العملية السياسية حفاة عراة؟".

يأتي ذلك في وقت تحاول فيه الحكومة العراقية منع عمليات تهريب العملة نحو إيران، إذ فرضت وزارة الخزانة الأميركية بسببها عقوبات على مصارف عراقية، بسبب تعاملاتها المالية مع إيران وأخرى مرتبطة بعمليات غسل أموال، وهو ما أربك سعر الدينار العراقي مقابل الدولار، وأثّر في استقرار السوق العراقية بشكل عام.

وسبق أن تعهّدت الحكومة العراقية لواشنطن باتخاذ إجراءات لمنع تلك العمليات ومنع وصول العملة المهربة إلى الدول المشمولة بالعقوبات الأميركية، مثل إيران وسورية.

المساهمون