مسبار "ناسا" يقترب من الشمس ويكتشف الرياح الشمسية أكثر

05 ديسمبر 2019
لحظة إطلاق مسبار "باركر" (Getty)
+ الخط -

تعطي مجموعة من البيانات الجديدة الواردة من مسبار تابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا"، رؤية فريدة للرياح الشمسية والطقس في الفضاء بصورة عامة.

ومرّت المركبة من الجزء الأبعد للغلاف الجوي للشمس. وقدَّم العلماء، يوم أمس الأربعاء، تفصيلاً لأوّل نتائج منشورة من مسبار "باركر" الشمسي، وهو مركبة فضاء أطلقت في عام 2018 في رحلة اقتربت من الشمس على نحو أكبر من أي جهاز أو مركبة أخرى.

وتقدم النتائج تفاصيل جديدة حول كيفية تأثير الشمس في طقس الفضاء، وهي تعيد تشكيل فهم علماء الفلك للرياح الشمسية العنيفة التي قد تشوِّش على الأقمار الصناعية وعلى الأجهزة الإلكترونية على الأرض. 

وقالت، نيكولا فوكس مديرة قسم الفيزياء الشمسية في وكالة الفضاء الأميركية: "من المؤكد أننا كنا نتطلع إلى رؤية ظواهر جديدة وعمليات جديدة عندما نقترب من الشمس، وقد وجدناها بالتأكيد". 

وتابعت قائلة "بعض المعلومات التي توصلنا إليها، أكدت إلى حد كبير ما توقعناه، لكن بعضها لم يكن متوقعاً بالمرة". 

وتبعد الأرض حوالي 93 مليون ميل عن الشمس. واستطاع المسبار أن يقترب من الشمس لمسافة 15 مليون ميل (24 مليون كيلومتر) لجمع بيانات استخدمت في الدراسات المنشورة في دورية "نيتشر". 

وسيقترب المسبار، في وقت لاحق، لمسافة أربعة ملايين ميل (ستة ملايين كيلومتر) من سطح الشمس، وهي مسافة أقرب سبع مرات مما وصلت إليه أي مركبة فضاء سابقة. 

وتعرَّض المسبار لحرارةٍ شديدة، وهو يحلِّق في الجزء الأبعد للغلاف الجوّي للشمس، والذي يُعرَف باسم "الهالة الشمسيّة"، إذْ يطلق الرياح الشمسية، وهي جزيئات ساخنة ونشطة ومشحونة تتدفق من الشمس وتملأ المجموعة الشمسية.

وكان يعتقد في السابق، أنَّ التذبذبات في سرعة هذه الجزئيات المشحونة التي تتدفق من الهالة الشمسية، تتبَّدد تدريجياً، مثلما تتبدد الموجات التي تحدث بعد النقر على وتر آلة الغيتار من المنتصف. 

ومن "المفاجآت الكبيرة حقّاً"، حسبما أشار أحد الباحثين، رصد صعود مفاجئ وحاد في سرعة الرياح الشمسية، إذْ كان من الشدَّة بحيث يجعل المجال المغناطيسي يدور حول نفسه في ظاهرة تُسمَّى بظاهرة التعرُّجات. 

وقال جاستن كاسبر وهو باحث رئيسي، قام فريقه في جامعة ميشيغن ببناء أداة تستشعر الرياح الشمسية في المسبار "باركر": "نجد هذه الموجات المنفصلة والقوية التي تجرف مركبة الفضاء، وهي من نوع يشبه موجات مارقة في المحيط"، مُضيفاً أنها تحمل قدرًا هائلاً من الطاقة.



(رويترز) 

 
المساهمون