جزيرة السلاحف العملاقة

03 سبتمبر 2017
مكان للصيد والتقاط السلاحف العملاقة (Getty)
+ الخط -
إحدى عجائب الدنيا، وواحدة من جواهر تاج المحيط الهندي، إنها مجموعة جزر ألدابرا في سيشل، التي تؤوي بعضاً من أندر الزواحف في العالم، إضافة إلى 307 أنواع من الحيوانات والنباتات الرائعة. وهي ثاني أكبر جزيرة مرجانية بالعالم. تقع ألدابرا على بعد 1120 كم جنوبي غرب العاصمة فيكتوريا الموجودة على جزيرة ماهي. 

وهي من الجزر الخارجية لدولة سيشل. كان اسمها الذي أطلقه عليها البحارة العرب هو الخضراء، ثم تحرّف الاسم إلى ألدابرا في الخرائط البرتغالية الموضوعة في القرن السادس عشر. وكان المحيط الهندي يسمية البحارة العرب ببحر الزنج، وعندما زار البرتغاليون الجزر في سنة 1511م، كانت الجزر معروفة قبل ذلك للمسلمين. ثم استعمر الفرنسيون الجزر، ولم يكن أيٌّ من الغزاة المتعاقبون على استعمارها يطمحون في الإقامة عليها بسبب عدم وجود مصادر للمياه العذبة بها، ولكنهم استخدموها فقط للصيد والتقاط السلاحف العملاقة التي كانت موجودة بكثرة، كما أن الجزر غنية بالأسماك التي تمتلئ بها الشعاب المرجانية داخل مياه الجزر وحولها.

يقال إن جزر ألدابرا تقريبا لم تمسسها أيدي البشر بسبب انعزالها الشديد، كما أن أقرب منطقة منها إلى ساحل أفريقيا تبعد عنه بحوالي 630 كم، وتبعد 407 كم عن شمالي غرب مدغشقر، وحوالي 440 كم من موروني في جزر القُمر. وهي أكبر حاجز من الشعاب المرجانية التي ارتفعت فوق البحر وشكلت جزراً حقيقية بارتفاع ثمانية أمتار، وتضم المجموعة أربع جزر كبرى وحوالي أربعين جزيرة صغيرة، وكلها داخل نفس البحيرة التي تحيط بالجزر، إضافة إلى بعض الجزر الصغيرة جداً بين جزيرة غراند تير وجزر بيكارد.

تعد الجزر واحدة من أهم العوامل الطبيعية التي يمكن منها دراسة العمليات التطورية والبيئية للكثير من الزواحف والطيور، وتحديداً حوالي 400 نوع متوطن بها، بما في ذلك الفقاريات واللافقاريات والنباتات، وخاصة أنها موطن لأكبر عدد من السلاحف العملاقة في العالم، تصل لحوالي مئة ألف سلحفاة عملاقة. هذه السلاحف تعتبرها "يونسكو" آخر الناجين من شكل قديم من الحياة، وعلى آخر موطن لها في المحيط الهندي بل العالم، هذه السلاحف هي الأكبر في العالم. بالإضافة إلى الثراء وتنوع بيئتها ومحيطها والمناظر الطبيعية التي تشكل مجموعة خلابة من الألوان والتشكيلات الجمالية التي تزيد من جاذبية الجزر المرجانية. وتعد الجزر، أيضاً، موطناً طبيعياً نادراً لأنواع أخرى مثل السلاحف الصقرية المهددة بالانقراض، وعدد من الكائنات البحرية المهددة أيضاً، وموطناً طبيعياً لمستعمرات الطيور المائية الواسعة، وهي واحدة من آخر مستعمرتين لطائر الفلامنجو في العالم.

معظم سطح الجزر مكون من الشعاب المرجانية التي ارتفعت فوق سطح البحر، وقد سمح الحجم والتنوع البيئي للجزر المرجانية بتطور مجموعة متنوعة من سكانها من الحيوانات. فعلى قمة السلسلة تتربع الحيوانات العاشبة بعكس معظم الأماكن على سطح الأرض، فالسلاحف العملاقة تتغذى على الأعشاب والشجيرات بما في ذلك النباتات التي تطورت استجابة لأنماط الرعي. كما سمح انعزال الجزيرة بتطور النباتات المتوطنة، ولعلّ الحد الأدنى من التدخل البشري هو الذي جعل كل هذه العمليات البيئية المعقدة يمكن ملاحظتها بكل وضوح.


المساهمون