صناعة الكحل العربي

30 يوليو 2017
تراجعت عادة صناعة الكحل الطبيعي (Getty)
+ الخط -
بدأ هذه الأيام موسم صناعة الكحل العربي الذي تتزيَّن به النساء في فلسطين. ويأتي هذا الموسم في الوقت الذي تتساقطُ فيه حبّات الزيتون الجافّة عن أغصان الشجر من الموسم السابق، استعداداً لظهور الحبات الجديدة الناضجة على الأغصان. وحين تتجمَّع هذه الحبات الجافّة على الأرض تجِدُ من يجمعها بعناية، لأنَّها تفتح باب الرزق لكثيرات من نساء فلسطين القرويات اللواتي يستخدمْن نوى الزيتون، مع نوى البلح الجاف أيضاً، في صناعة الكحل العربي الأصيل، وبيعه، ليكون مصدراً للرزق لهنّ، استغلالاً لكل موسم، وما توفره الأرض الطيبة من مفاتيح للحياة الكريمة المستورة لهؤلاء البسطاء.

ومن هؤلاء النسوة اللواتي يقمْن بصناعة الكحل العربي، السيدة، إكرام نعيم الريماوي، والتي ترى أنَّ استخدام الكحل العربي المصنع من الطبيعة بات قليلاً. وترى شابات كثيرات أنَّه علامة على التخلّف والرجعية، ولا أحد يعرف قيمته وفائدته إلا قلة القليلة من النساء اللواتي جرَّبن استخدامه، وتوارثن "المكحلة" الخاصة بتخزينه والاحتفاظ به على مدار العام. ويقمْن بوضع هذه المكحلة إلى جوار المرايا التي يتزيَّنّ أمامها، ولا يتردَّدْن في حملها إلى بيت الزوجية كثروة ثمينة بديلاً عن الكحل الصناعي الذي يسبّب الأضرار للعين، والمجهول المكونات بعكس الكحل العربي الطبيعي.

وتشرح الريماوي طريقة صنع الكحل العربي، فهي تحتاج للنظافة والدقة قبل كل شيء. إذْ تقوم، أوّلاً، وبعد جمع نوى الزيتون بعملية تنظيفه من الشوائب وغسله، ثم تركه ليجفّ جيداً، وتفعل مثل هذا مع نوى البلح، وتخلط كميات متساوية من الصنفين وتنتظر حتى يجف، ثم تقوم بعلمية الطحن، أي السحق، حتى يصبح ناعماً جداً، ثم يُنْخَل للتخلص من البقايا الخشنة، ويعبّأ في علب خاصّة ونظيفة، ويكونُ جاهزاً للاستعمال. وترى السيدة إكرام أن العملية تبدو سهلة، ولكن يجب توخّي الحذر والدقة؛ لأن تحميص النوى فوق النار، بالحطب، يحتاج إلى اليقظة كي لا تُصاب بالحروق.

دلالات

المساهمون