3 عرب في مهرجان تورنتو السينمائي: "علاقات خطرة"

3 عرب في مهرجان تورنتو السينمائي: "علاقات خطرة"

29 يوليو 2017
هاني أبو أسعد (Getty)
+ الخط -
حضور عربي جديد في مهرجان سينمائي دولي، يحتل مكانة أساسية في عالم السينما وصناعتها ومهرجاناتها الدولية. ذلك أن إدارة "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي" أعلنت، مؤخّراً، اختيار 3 أفلام لـ 3 مخرجين عرب، ستُعرَض للمرة الأولى دولياً، في برنامجين مختلفين، في دورته الـ 42 (7 ـ 17 سبتمبر/ أيلول 2017): "شيخ جاكسون" للمصري عمرو سلامة (عروض خاصّة)، و"ماري شيلي" للسعودية هيفاء المنصور و"الجبال بيننا" للفلسطيني هاني أبو أسعد (عروض "غالا").
لكن المختلف بين الأفلام الـ 3 هذه كامنٌ في جنسياتها. فالأول مصريٌّ، بينما الثاني والثالث لا يملكان أية جنسية عربية في جهات الإنتاج المختلفة، التي تخوض مع المخرِجَين تجربة مبنية على سُمعةٍ سينمائية وحضورٍ معروف.
وإذْ يتفرّد "شيخ جاكسون" بكونه عربي الهوية، رغم أن لحكايته ارتباطاً ما بأميركا، عبر حضور شخصية المغنّي الأميركي مايكل جاكسون (1958 ـ 2009) فيه؛ فإن "ماري شيلي" و"الجبال بيننا" نتاجٌ صافٍ لإنتاج غربيّ، يستند إلى حكايتين غربيتين، ويتعاون مع ممثلين وممثلات غربيين، ويعمل مع فرق تضمّ غالبيتها الساحقة غربيين أيضاً.
في مقابل تفرّد فيلم هاني أبو أسعد بإنتاجٍ أميركي بحت، يحصل "ماري شيلي" على إنتاجٍ من دول ومؤسّسات غربية عديدة، في إيرلندا والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ، والولايات المتحدّة الأميركية أيضاً. لكن السينمائيّ الفلسطيني يخوض تجربة سينمائية أميركية ثانية، بعد 5 أعوام على تحقيقه أول فيلم أميركي له بعنوان "المتخصِّص" (تمثيل: جيفري دين مورغان وميكي رورك وجوزي هو وليلي تايلور)، المنتمي إلى الـ "ثريلر" التشويقي: "ساعي بريد" يعمل لدى أناسٍ "متورّطين" في أعمال جُرمية، يُكلَّف بمهمّة إيصال غرضٍ، يتعرّض بسببه لمطاردات ونزاعات وصدامات شتّى.
في "المتخصِّص"، يُقدِّم هاني أبو أسعد (الناصرة، 1961) فيلماً يلتزم شروط الـ "ثريلر" بمناخه السوداوي أحياناً، وبالمستوى العالي للتشويق والمطادرة، عاملاً على وترٍ انفعاليّ متوتر لشخصية أساسية، تريد خلاصاً من ورطة إجرامٍ يلاحقها، ومن أفخاخٍ كثيرة، تُسبِّب مقتل أصدقاء لها، أثناء سعيها الدؤوب إلى النفاد من موتٍ لن يطاولها. أما في "الجبال بيننا"، وإنْ يُشير موضوعه إلى كونه فيلم تشويق أيضاً، "سيكون مُطعّماً بأسئلة عن الحياة والوجود والمستقبل"، كما تقول معلومات صحافية، فإن "المطاردة" الأصلية ستنتقل إلى عوالم وأحوال أخرى: طبيب جرّاح (إدريس ألبا) وصحافية (كايت وينسلت) يتعاضدان معاً من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد سقوط الطائرة، التي يستقلاّنها في رحلة عمل، في مناطق برّية. وهذا وحده كافٍ للتنبّه إلى حجم المطبّات المختلفة، التي سيتعرّضان لها أثناء "رحلة العودة".
من جهته، يختار المصري عمرو سلامة (الرياض، 1982) لحظة وفاة مايكل جاكسون (25 يونيو/ حزيران 2009) نواة درامية أساسية لـ "شيخ جاكسون" (تمثيل أحمد الفيشاوي وأمينة خليل وبسمة)، بسرده تلك العلاقة ـ اللافتة للانتباه والمثيرة للاهتمام ـ بين إمام جامع، كان يُلقَّب في أعوام الدراسة بالشيخ جاكسون، ومغنّي الـ "بوب"، الذي سيهزّ موتُه العالم برمّته. الأسئلة المطروحة في الفيلم، يختزلها التعريف الرسميّ به: "هل سيستطيع (الإمام) ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد ذلك (رحيل المغنّي)، أم ستعود به ذكرياته وعلاقاته بمن أحبّهم إلى السؤال الأهمّ في وجدانه؟ هل هو الشيخ، أم جاكسون، أم الاثنان معاً في قلب رجل واحد؟".
أما هيفاء المنصور (1974)، فتأتي إلى مهرجان تورنتو الـ 42 بفيلمها الروائي الطويل الثاني، بعد "وجدة" (2013): يروي "ماري شيلي" (تمثيل ألْ فانينغ) فصلاً من سيرة هذه الكاتبة البريطانية، واسمها الحقيقي ماري وولْستونكرافت غودوين (1797 ـ 1851)، مبتكرة شخصية فرنكنشتاين (1818)، يتعلّق بزواجها العاصف بالشاعر "الفاسق" بيرسي بيشّي شيلي (1792 ـ 1822)، وبتمضيتها ليلة مشؤومة في قصر سويسري، ستُلهمها لاحقاً بعض أشهر أعمالها الأدبية.



دلالات

المساهمون