كينيث براناه لـ"العربي الجديد": مثلتُ في هاري بوتر بأمر ملكي

03 ديسمبر 2017
الفيلم للجيل الجديد (دون إيميريت/فرانس برس)
+ الخط -
كينيث براناه Kenneth Branagh من أبرز نجوم السينما والمسرح البريطانيين الذين يشاركون في أعمال دولية تمثيلاً واخراجاً. وتعد أعماله نخبة من الأفلام الكلاسيكية والعاطفية والبوليسية والأسطورية والخاصة بالصغار. غير أنه مثّل في أحد أجزاء مجموعة أفلام "هاري بوتر" وهو "هاري بوتر وغرفة الأسرار"، من إخراج كريس كولومبوس.
أخر أفلام براناه كمخرج وممثل عنوانه "جريمة في قطار أورينت إكسبريس" عن قصة شيقة لآغاثا كريستي، ومن بطولة بنيلوبي كروز وجودي دنش وجوني ديب وميشيل بفايفر، وهو إعادة للفيلم الحامل للعنوان نفسه والنازل إلى الأسواق العالمية في العام 1974، من إخراج سيدني لوميت وبطولة كل من إينغريد برغمان وأنطوني بركينز وألبرت فيني وشون كونري وجاكلين بيسيه. جاء براناه إلى باريس كي يروج لفيلمه الجديد، فالتقته "العربي الجديد" وحاورته.

أنت لا تكف عن التنويع في لون الأفلام التي تنفذها، فبعد "هامليت" الكلاسيكي و"ثور" الأسطوري و"مبادرة ريان" البوليسي و"سندريلا" الطفولي، ها أنت تحول رواية "جريمة في قطار أورينت إكسبريس" لآغاثا كريستي إلى فيلم سينمائي، لماذا؟
- الجواب سهل، وهو أنني بقيت سنوات طويلة حبيس أعمال شكسبير في المسرح والسينما، وقيل وكتب عني أني وريث عملاق المسرح الكلاسيكي لورانس أوليفييه. وهذا بطبيعة الحال شرف عظيم، إلا أن أوليفييه وبالرغم من ضخامته كممثل كلاسيكي شكسبيري لم يتردد في خوض تجربة السينما على أنواعها، إلى درجة أنه عمل مع مارلين مونرو، وهي كانت، مثلما يعرف الجميع، كل شيء إلا كلاسيكية في فنها. لقد أردت التخلص من خانة شكسبير التي وجدت نفسي فيها من دون إرادتي، فرحت أجرب كل الألوان، كمخرج وكممثل أيضاً، بما أني أظهر في الأفلام التي أخرجها، تقريباً في كل الحالات.  وعن آغاثا كريستي فهي بلا شك أقرب شيء إلى شكسبير في وسط كل ما أنجزته فوق الشاشة، لأنها أديبة عظيمة لا تقل شهرة وسمعة عن شكسبير، وأنا بالتالي عندما اخترت تحويل إحدى رواياتها إلى فيلم، عدت بطريقة ما إلى الكلاسيكية، لكن بأسلوب خفي غير صريح. والسبب وراء الحكاية هو حبي لأعمال كريستي لا أكثر ولا أقل. 


(Getty)


ذكرتَ مارلين مونرو في شأن لورانس أوليفييه، وأنت مثلت شخصية أوليفييه نفسه في فيلم "أسبوعي مع مارلين" للمخرج سايمون كورتيس. فكيف عشت مثل هذه التجربة التي وضعتك في محل الفنان الذي يقال عنك إنك خليفته؟
- ترددت طويلاً قبل أن أقبل المشاركة في هذا الفيلم، ووافقت بعدما قضيت ساعات وساعات في صحبة كورتيس حتى أعرف منه وجهة النظر التي من خلالها كان سيتناول العلاقة المهنية وحتى الشخصية بين أوليفييه ومارلين مونرو. كنت أخشى المشاركة في عمل هزلي هابط، لكن كورتيس أقنعني بجدية نواياه وبالتالي مثلت دور لورانس أوليفييه. 
ثم أنني ترددت أيضاً في شأن طريقة أداء مثل هذا العملاق، فهل كنت سأقلده حرفياً، أم أبتعد عنه وأقدم نسخة منه على طريقتي الشخصية. وفي النهاية قلدته بحيث يتعرف عليه المتفرج من الوهلة الأولى. وأعتقد بأنني هكذا كرمته بشكل مثالي.

جمعت في فيلمك الجديد "جريمة في قطار أورينت إكسبريس" نخبة من عمالقة السينما، مثل جودي دنش وجوني ديب وبنيلوبي كروز وميشيل بفايفر وغيرهم، فهل وافقوا كلهم على الفور؟
- أعتقد بأن اسم آغاثا كريستي يتسم بقوة لا تقاوم وبجاذبية ترغم أي فنان على الخضوع لها، لكنني اكتشفت عند قيامي بمحاولة إقناع كل الممثلين المذكورين بالعمل معي وتحت إدارتي في هذا الفيلم، أن هناك امرأة غير آغاثا كريستي أدى ذكر اسمها الى الموافقة الفورية للممثلين على الدخول في المشروع، وهذا الاسم هو جودي دنش، عملاقة السينما والمسرح. لقد بكت ميشيل بفايفر حينما رأتها في أول أيام التصوير، وارتبكت بنيلوبي كروز عندما توليت أنا تعريفها إلى جودي دنش، بينما قال لي جوني ديب إنه لا يترك أي عمل تشارك فيه دنش إلا ويشاهده في السينما أو في المسرح في لندن أو نيويورك. وهو عبّر لي عن سعادته تجاه فكرة التمثيل إلى جوارها في فيلمي.

ماذا عنك، بما أنك تتولى أداء شخصية المخبر الشهير هرقل بواروه الذي سيحقق في الجريمة ويكشف عن مرتكبها في النهاية؟
- هل تقصد لماذا منحت نفسي الدور؟
نعم.
- حتى أشارك جودي دنش العمل أمام الكاميرا، وكي لا أكتفي بإدارتها كمخرج. وأضيف نقطة أساسية هي كون المخبر بواروه يتميز بشاربين فوق العادة قيل عنهما في الروايات إنهما أجمل شوارب لندن بل بريطانيا بأكملها، فهل هناك من يرفض الظهور فوق الشاشة مرتدياً مثل هذا الإكسسوار وإن كان مستعاراً؟ لم يكن بإمكاني أن أعطي الدور لممثل غيري أبداً. 

لماذا كانت الشوارب مستعارة فضلاً عن ظهورك بشاربيك الشخصيين؟
- فكرت في الموضوع وتناقشت فيه مع خبير الماكياج والإكسسوارات في الاستديو، وهو ضحك وقال لي "تترك شاربيك من دون حلاقة لمدة أسبوع كامل وعد إلي". هذا ما فعلته، وهو عندما شاهدني ضحك ثانية وطلب مني الوقوف أمام مرآة وسألني عما إذا كنت مقتنعاً الآن باللجوء إلى الشوارب المستعارة، وأجبته بنعم، إذ إن شاربي كانا بعيدين كل البعد عن اللذين أظهر فيهما في الفيلم، وذلك حتى لو كنت تركتهما بلا حلاقة سنة كاملة.


(فيسبوك)


كيف يمكن لأي مخرج أن يتولى إدارة نخبة من الممثلين القديرين مثل الموجودين في فيلمك؟
- دعني أخبرك بأن الفنان كلما كبر في المقام وفي الموهبة، كبر أيضاً في القناعة والتواضع. إن كل واحد من المشاركين في الفيلم، وعلى رأسهم جودي دنش، ناقشني بخصوص دوره ومتطلباته وسألني عن وجهة نظري في كيفية التصرف أمام الكاميرا وذلك في ما خَص كل لقطة صورناها. لكن ميزة الفنان الكبير هي أنه إلى جانب قناعته وروحه المهنية المتفوقة، يأتي باقتراحات مفيدة وذكية إلى درجة أن المخرج يتعلم منه ربما أكثر مما يستفيد هو من المخرج. وهذا ما حدث لي على الأقل في ما خَص عملي مع جودي دنش. 

لقد صورت نسخة أصلية من الحكاية ذاتها قبل أربعة عقود، ألم تخش فقدانك بعض أفراد الجمهور لمجرد علمهم بهوية القاتل؟
- العقود مضت والجمهور تغير، وأنا صنعت فيلمي لمتفرج الجيل الجديد الذي لم يشاهد الفيلم الأصلي، غير أنني أدخلت الأساليب التكنولوجية العصرية إلى الصورة والصوت وجعلت افتتاحية الفيلم تشبه أفلام جيمس بوند، حيث ينهي البطل مهمة انتحارية سابقة قبل أن يدخل في تفاصيل الحبكة التي تهمنا في هذه المرة. ويتصف فيلمي بالحداثة المطلقة حتى في ما يتعلق بالقاتل، ولذلك لا أخشى تأثير الفيلم السابق عليه. 
دلالات
المساهمون