تامر حسني في بيروت بعد غياب: أُحضّر لفيلمين سينمائيين

تامر حسني في بيروت بعد غياب: أُحضّر لفيلمين سينمائيين

11 يوليو 2016
تامر حسني في مهرجان أعياد بيروت (ذبيان سعد)
+ الخط -
شكّلت مهرجانات أعياد بيروت، حالة خاصة على خارطة مهرجانات العاصمة اللبنانية بيروت على الصعيد الفنّي، وذلك بسبب ندرة المهرجانات التي تُقام داخل النطاق الجغرافي لبيروت حصراً، لكن، يبدو أن القائمين على مشروع مهرجان أعياد بيروت، يُصرِّون على إنجاح هذا الحدث الذي يدخل هذا العام، عامه الخامس.

لا بل يعملون على منافسة باقي المهرجانات المزدهرة صيفاً في جميع المحافظات اللبنانيّة. عروض جيدة رغم الاختلاف في المستوى الفني لبعض الوجوه، التي شاركت ليلة الافتتاح يوم الخميس الماضي في العرض الأول، ولم تستطع عروض يوم الخميس أن تبلغ الأهداف التي يسعى إليها المهرجان، بل كان مجرد يوم من أجل العبور إلى أيام أخرى، ستحمل مجموعة من أهم الأصوات من لبنان والعالم. ومنهم الفنان، وائل كفوري، يوم 22 تموز/ يوليو، والفرنسية، ايلين سغارا، في 29 تموز/ يوليو الحالي، والمغربي، سعد لمجرد، في السادس والعشرين من تموز/ يوليو.

أمس، وفي مُجمّع "بيال" الشهير عند واجهة بيروت البحرية، أحيا المغني المصري، تامر حسني، حفلة، تحوَّلت إلى تفاعل استثنائي بينه وبين الحاضرين، الذين قُدِّر عددهم بـ 12 ألف متفرج.

على الرغم من غياب حسني عن الحفلات في لبنان منذ العام 2008، شرع حسني الباب، أول من أمس، ليقدم أمسية غنائية بيروتية، يحاكي فيها جمهوره الكبير الذي يريد اكتشافه مجدداً، لا فرق، وقوفاً على المسرح، وجلوساً على المقاعد، التي امتلأت على عكس الليلة الأولى، التي برهنت على ضعف شعبية الفنانة، هيفا وهبي، في الإبقاء على الجمهور لآخر وصلتها الغنائية.

إذْ لم يلبث أن غادر عددٌ كبيرٌ من الحاضرين حفل، وهبي، بعد أغنيتها الثانية. تكمن المفارقة، في عروض، تامر حسني، البيروتية ونجاحها، بأنَّه لم يكن متوقّعاً بأنّه يدرك أصول لعبة المسرح، ومن خلال اختياراته على المسرح أولاً، وتوجهات صاحب "عينيّ بتحبك" حول ما يريده هذا الجمهور بشكل مباشر منه ثانياً. يحمل حسني بداية العلم اللبناني، ويضمّه إلى قلبه، يتمنى السلام للبنان، ويغازل الفرقة الموسيقية بحنكة وذكاء، محاولاً تجنيد أفراد الفرقة لمزيد من الحماس.

ثم يسأل الناس عن سنوات غيابه بعد آخر حفلة أقامها في بيروت قبل ثماني سنوات، يطمئنّ أن الناس تتابع أعماله الغنائية، وتحفظها عن ظهر قلب، يحاول الدخول بمطلع أغنية جديدة، مُكرِّراً قصة تسرّب ألبومه قبل إصداره عن شركة "روتانا" في العشرين من حزيران/ يونيو الماضي. ويبدأ من جديد الغناء على وقع حماسي واضح، وأداء موسيقي مباشر.

شاركَ، تامر حسني، في حفلته، الـ"دي جي" تامر يحيى، وطلبَ حضور أطفال فريقه في برنامج "ذا فويس كيدز"، وأدَّى إلى جانبهم أغنيةً واحدةً، قبل أن يختم مع الفنان، عمر، بأغنية "سي السيد" على طريقة "الراب"، في عرضٍ لم يخلُ هو الآخر من تناغم بين الفنان، الذي يعرف كيف يوظّف حضوره بداية، والالتفاف حول الناس، فطلب حسني من جمهوره إعطائه الهاتف الخلوي ليصورهم، بدل أن يفعلوا هم ذلك.



حول هذا التفاعل، يقول، تامر حسني، لـ "العربي الجديد": "منذ سبعِ سنوات، وأنا لم أغنّ في بيروت، لا في حفلات ولا ضمن مهرجانات، ربما هذا جيد كي يتفاعل الناس أكثر معي بعد كل هذا الوقت. وأعتقد، وكما سمعت من متابعين لي، فإنني كسبت امتحان بيروت التي تريد السلام والفرح والغناء، ولا شيء سوى ذلك. أخبرني منظمو الحفل قبل دخولي إلى المسرح، أن الصالة حشدت أكثر من اثني عشر ألف متفرج. وأعتقد، أن هذا الرقم لوحده كاف، كي يفكر الفنان في كيفية مواجهة كل هؤلاء بطريقة تتماشى وطلباتهم".


وأضاف حسني: "كان جيداً أن اللبنانيين يستمعون إلى أعمالي الجديدة، ويتذكرون القديمة، وما فاجأني حقيقة، هو طلبهم الغناء من جديدي، الذي سُرب قبل أسبوعين، حيث اضطرَّت شركة "روتانا" إلى إصدار العمل كاملاً في غير موعده". وحول كيفية تسريب الألبوم الجديد، يشير، تامر حسني: "لا أعلم حقيقة كيف تسرّب ألبوم "عمري ابتدا". لكن، "روتانا" قالت أن سبب الخطأ، هو تقني من الشركة الفرنسية، التي تبرمج إصدار الأعمال الغنائية في جميع أنحاء العالم".

وحول اختياره لمجموعة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لمشاركته العرض في بيروت على المسرح، قال تامر حسني: "هذا طبيعي، وما الذي يدعو للتساؤل بشأن ذلك، نعم، هناك أطفال يحبونني، ويجب أن اعترف لهم، عبر لقائهم ومشاركتهم تبادل المحبة. واحترامي الكبير لذوي الاحتياجات الخاصة يجعلني أذهب إليهم، وتحقيق أي رغبة إنسانية يطلبونها مني".

من ناحيةٍ أخرى، يتَّهمُ البعض، تامر حسني، بأنَّ ما يقدّمه، يدخُل في إطار "بروباغندا الترويج". يضيف: "وما المانع في ذلك، لكنّني أؤكّد، بأنّني لا أستغلُّ ذلك، ولستُ مُضطرّاً لاستغلال ذلك بالمطلق، هؤلاء هم جمهوري وناسي، ويجب أن أشكرهم ربما بهذه الطريقة، أي الغناء بقربهم على المسرح".

ويؤكّد، تامر حسني، أنَّ هناك عدّة مشاريع في جعبته لهذا الصيف، حيثُ سيغادر بيروت متوّجهاً إلى المغرب في جولة، ومنها إلى دبي، وبعدها إلى تونس، ريثما تنتهي تحضيراته الخاصة للجولة الأميركية الطويلة التي يستعد لها.


وحول المشاركة في أعمال سينمائيّة يُصرِّح، تامر حسني، لـ "العربي الجديد": "نعم، هناك تحضيرات لفيلمين سينمائيين. الأوّل، مؤجل حتى بداية العام، وذلك بسبب استيراد بعض التقنيات الجديدة الخاصة بهذا الفيلم، وهي المرة الأولى التي ستُستخدَم فيها مثل هذه التقنيات في العالم العربي. والثاني، هو مشروع سينمائي كبير مع المخرج، طارق العريان، لم نتفق بعد على الخطوط العريضة له".

المساهمون