معبد دندرة... أجمل معابد الصعيد

معبد دندرة... أجمل معابد الصعيد

21 نوفمبر 2016
كان موطناً لعبادة إلهة الحب والجمال (دي أغوستين/Getty)
+ الخط -
على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مدينة قنا، يقع واحد من أجمل معابد الصعيد الفرعونية، إنه معبد "دندرة" الذي لا يوجد له مثيل في شموخه وبقاء حالته المعمارية على حالها لأكثر من ألفي سنة. وقد تعاقبت عليه أيادي البنائين بداية من عصر الأسرة الحادية عشرة الفرعونية ثم عصر البطالمة، واستمر بناؤه خلال العصر الروماني بإلحاق بيت الولادة. وحتى في العصر القبطي تم إنشاء كنيسة صغيرة في داخله. كما يُعدّ المعبد موطناً لأهم أساطير المصريين القدماء عن الكون والخلق، فنرى على جدرانه تقويماً للأعياد الموسمية المرتبطة بالآلهة.

كان المعبد موطناً لعبادة "حتحور" إلهة الحب والجمال سيدة نساء العالم القديم، و"إيزيس" الإلهة الأكثر شهرة. فأما الجزء المخصص لحتحور فهو عبارة عن عين للتطهير ومعبد وبحيرة مقدسة ومقصورة خاصة بالمركب الإلهي وبئر، وهناك معبدان آخران مخصصان لميلاد ابن حتحور "إيحي". أما الجزء المخصص لإيزيس فهو عبارة عن باب أثري ومعبد وبئر. ومن ثم فهو في حقيقته يعد مجمعاً لعدة معابد. ويعد السور الخارجي للمعبد والذي يبلغ طوله 280 متراً، من أجمل الأسوار في مصر.

وتحوي الواجهة الأمامية ست لوحات فنية يتعرف من خلالها الزائر على آلهة دندرة؛ "حتحور" وبجوارها زوجها "حورس" إله إدفو، والإلهة الصغيرة "ماعت" رمز العدالة والنظام وتوازن العالم. وابن حتحور الإله الصغير "إيحي". أما "إيزيس فيقع معبدها في الخلف وتمثل صورتها فتاة صغيرة ببشرة وردية وشعر أسود.

يرتفع سقف أعمدة المعبد الكبير على 24 عموداً، يبلغ ارتفاع كل واحد منها 18 متراً. ويزين قمة كل عمود أربعة وجوه ملونة لحتحور، وهي تنظر إلى الجهات الرئيسية الأربع. أما السقف، فيحوي زهوراً ملونة بالأزرق والأحمر والأصفر، إضافة إلى رسوم لمراكب رحلة الشمس التي تظهر في صورة طفل خلال الساعات الأولى من النهار، وتنتهي في صورة عجوز في الساعة الأخيرة من النهار. وغير ذلك من الرسوم المعبرة عن علاقة الآلهة بالسماء والشمس. ومن أجمل جداريات سقف المعبد جدارية الأبراج.

وتعد المقصورات الست الموجودة أعلى معبد حتحور خير راوٍ لأسطورة ميلاد أوزوريس وموته. ويعد السقف الدائري في المقصورة الثانية بالمعبد هو الأشهر والأهم. وقد حصل بعض علماء الحملة الفرنسية على موافقة محمد علي باشا بنقل السقف الأصلي إلى باريس حيث يعرض اليوم في متحف اللوفر. وفي مقابل ذلك قام علماء فرنسيون سنة 1920 بصنع نموذج للسقف وما يحويه من نقوش ورسوم، وهو الموجود الآن داخل المعبد ويراه الزائرون. كما يعد المعبد مقصداً بشكل خاص، للباحثين المهتمين بدراسة الحقبة الفرعونية في التاريخ المصري.

والغريب في المعبد أنه يضم عدداً كبيراً من السراديب، غير أن معظمها لم يتم العثور على طريقة الدخول إليها حتى الآن، باستثناء سرداب الوثائق وسرداب الكهنة. ويذكر أن الجدار الخارجي لمعبد دندرة يضم الصورة الوحيدة للملكة كليوباترا، مع ابنها القيصر الصغير، الذي مات في سن السابعة عشرة. وإن كان مصوراً في اللوحة لعمر مماثل لعمر أمه أي في الثلاثين!




المساهمون