ملامح تسوية بين الأسد ومخلوف على طريقة بن سلمان

09 سبتمبر 2019
الأسد سيتخلص من كل بديل محتمل له (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر خاصة من العاصمة السورية دمشق أن حلا للخلاف بين رئيس النظام بشار الأسد ورجال الأعمال وبمقدمتهم رامي مخلوف يلوح في الأفق بعد تدخل شخصيات دينية ومحاور إقليمية، مؤكدة أن الحل سيكون على طريقة محمد بن سلمان ولي عهد السعودية مع أمراء ورجال أعمال متهمين بالفساد.

وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن التطمينات بحل من قبل النظام بلغت رجل الأعمال محمد حمشو، الذي غادر سورية قبل أيام. ويتواجد حمشو حالياً في بيروت برفقة أبيه بحجة العلاج.

وحول الخلاف بين بشار الأسد ورامي مخلوف، تضيف المصادر أن "القصة شبه انتهت" بعد مصادرة جمعية البستان الخيرية التي أسسها مخلوف بمدينة اللاذقية عام 1999 بهدف تقديم الخدمات الصحية للمحتاجين، قبل أن تتحول بعد الثورة، وخاصة جناحها العسكري، إلى قوة ضاربة يديرها سامر درويش لصالح رجل الأعمال.

وكان قد تم تحويل جمعية البستان الخيرية إلى الأمانة السورية للتنمية التي تديرها أسماء الأسد زوجة رئيس النظام.

وأفادت المصادر ذاتها بفتح تحقيقات بتهم الفساد والجني غير المشروع واستغلال ظروف الحرب بحق نحو 20 رجل أعمال، من بينهم سامر الفوز ومحمد حمشو وذو الهمة شاليش ومازن سمير الترزي وخالد حبوباتي ووسيم قطان وغيرهم. 

واليوم، بحسب المصادر، ثمة قرار بجمع أموال، ربما تصل إلى نحو ملياري دولار، "يدفع حمشو منها 150 مليون دولار حالياً" ليتم التدخل بسوق السصرف الأجنبي لتحسين سعر صرف الليرة التي تهاوت مؤخرا ودعم بعض المستوردات وتأمين الوقود لفصل الشتاء.


وأشارت المصادر من دمشق، إلى الأموال الكبيرة التي جمعها من وصفتهم بـ"تجار الأزمة" وتنامي ثرواتهم والرواتب المرتفعة التي كان يدفعها سامر درويش لـ"الشبيحة" والذين ستتولى روسيا مصائرهم.

وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن دوريات من القصر الرئاسي اقتحمت مقرات جمعية البستان، باللاذقية ودمشق ومبان بطرطوس وصادرت معدات إلكترونية وملفات الجمعية ووثائقها.

وأضافت: "الخلاف نشأ ضمن العائلة وبين بشار الأسد ورجال الأعمال، وإن تم حله الآن بطلب دولي، فلن ينطفئ ومن المتوقع أن يتخلص بشار الأسد من كل بديل محتمل حتى لو كان أخاه ماهر، بدليل ملاحقة محمد حمشو رغم أنه ذراع ماهر ومشغل أمواله".

وفي حين قالت مصادر إن حل جمعية البستان "طلب روسي" وزج رامي مخلوف ضمن الأسماء الملاحقة هدفه تبييض صورة بشار الأسد ومحاولة إيهام السوريين بأنه لا أحد فوق القانون، قالت مصادر أخرى إن "الدور المالي لرامي مخلوف وامتلاكه لقوة عسكرية بات يقلق بشار الأسد".

لكن المصادر أجمعت على "الدور الجديد" لأسماء الأسد وتوليها مهام وصفتها بـ"العليا"، سواء تعلق الأمر بالشركات والشؤون المالية أو بعض شؤون القصر الرئاسي.

وفي حين أشارت بعض المصادر إلى "نهاية دور لونا الشبل"، المستشارة والناطقة الإعلامية بالقصر الرئاسي، رجحت مصادر أخرى أن ثمة تنسيقا، ووجود أسماء الأسد اليوم هو تتمة لما قامت به الشبل المتغيبة اليوم عن القصر الرئاسي بعد إنجابها.

ويقول المحلل الاقتصادي علي الشامي، من دمشق: "لا أجزم بوجود حل للخلاف الذي قيل عنه بين بشار الأسد وخاله محمد مخلوف، لكني أتابع تبدلات بالسوق اليوم، فسعر صرف الليرة بدأ بالتحسن وبلغ، اليوم الاثنين، 665 ليرة للدولار، بعدما تعدى الدولار، أمس الأحد، 692 ليرة".

ورجح الشامي، خلال اتصال مع "العربي الجديد"، أن يتم التدخل في سوق الصرف عبر ضخ دولارات في السوق، سواء عن طريق شركات الصرافة أو المصارف "كما بدأت الأحاديث بدمشق عن فرض إيداعات وقروض دولارية على بعض رجال الأعمال السوريين. وهذا ما أراح السوق اليوم وبدأت الليرة ببعض التعافي".

المساهمون