آلاف من موظفي "مجموعة بن لادن" السعودية بلا رواتب... والأسوأ قادم

23 يونيو 2020
ركود حاد أصاب قطاعات العقارات والتشييد بالمملكة (فرانس برس)
+ الخط -
بات آلاف الموظفين لدى "مجموعة بن لادن" السعودية العملاقة بلا رواتب حالياً، بضغط من تأثيرات جائحة فيروس كورونا التي أدت إلى إلغاء أو تجميد المشاريع، وأطاحت خطط التمويل المخطط لمقاولات قطاعات التشييد والبناء.

وتعاني "مجموعة بن لادن" للإنشاءات أصلاً من ضغوط حادة بسبب تراكم الديون عليها حالياً، مع أن الحكومة استحوذت على حصة 37% من أسهمها.

ومجموعة الإنشاءات التي كانت لعشرات السنين المطوّر السعودي للمشروعات الضخمة، مثل المطارات والأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، تفاقمت مشكلاتها الآن بتأثير من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد التي أدت إلى تجميد أعمال التطوير، وأجبر المجموعة على صرف أموال طائلة من دون حصولها على أية مشاريع جديدة، حسبما أوردت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية في تقرير لها اليوم الثلاثاء.

الشبكة الأميركية نقلت عن مصادر قولها إن معظم الموظفين المتضررين يقيمون في مقر بن لادن في جدة ويعملون في وحدته الإنشائية، فيما لم يستجب ممثلو المجموعة للعديد من المكالمات أو الرسائل أو حتى رسائل البريد الإلكتروني المطالبة بالتعليق على هذه المعلومات.

وفي مايو/ أيار، قال أشخاص مطلعون على أوضاع المجموعة إن "بن لادن" التي تعمل مع شركة "هوليهان لوكي" Houlihan Lokey على معالجة مشكلة ديونها، وضعت آلاف الموظفين في إجازة غير محدّدة المدة مدفوعة الأجر، حيث سعت إلى خفض التكاليف بنسبة تصل إلى 50%.

كما خفضت المجموعة الأجور بنحو الثلث خلال شهر رمضان المبارك، انطلاقاً من ساعات عمل أقصر، الأمر الذي أثّر سلباً على نحو نصف موظفيها البالغ عددهم 100 ألف موظف.

وحتى قبل أزمة كورونا هذا العام، كانت "بن لادن" لا تزال تعاني من تأثيرات تراجع أسعار النفط منذ عام 2015 على الاقتصاد السعودي، الأمر الذي أجبرها على إلغاء أكثر من 50 ألف وظيفة سنة 2016، في عملية أدت إلى احتجاجات عمالية نادرة في المملكة دفعت بالحكومة إلى تأمين الأموال لدفع الرواتب.

ويحصل ذلك فيما يتعرض الاقتصاد السعودي لضربة قوية من هبوط أسعار النفط الخام في السوق العالمية هذا العام، مصحوباً بإجراءات الإغلاق الهادفة إلى منع انتشار وباء "كوفيد-19".

وفي مواجهة احتمال حدوث عجز مالي متفاقم في الموازنة العامة، ضاعفت الحكومة ضريبة القيمة المضافة بمقدار 3 مرات من 5% إلى 15% بداية الشهر الجاري، وخفضت المخصصات لموظفي الدولة، واستغلت احتياطياتها الأجنبية.

وكانت الحكومة استحوذت على حصة تناهز 37% في المجموعة "لتسوية المستحقات المستحقة" بعدما شملت حملة ولي العهد محمد بن سلمان، بزعم مكافحة الفساد، بكر بن لادن، الأخ غير الشقيق لمؤسس "تنظيم القاعدة"، أسامة بن لادن، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.

المساهمون