واشنطن وبكين تستأنفان المفاوضات التجارية في مناخ متوتر

واشنطن وبكين تستأنفان المفاوضات التجارية في مناخ متوتر

30 يناير 2019
هواوي حجر عثرة أمام المفاوضات الأميركية الصينية (Getty)
+ الخط -


تستأنف الصين والولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، مفاوضات تجارية حساسة في مناخ متوتر عززته سلسلة اتهامات ضدّ عملاق الاتصالات الصيني "هواوي" ومديرته التنفيذية.

وأكد كبير مفاوضي الولايات المتحدة، الممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر، على أن القوتين الكبيرتين لن تتنافسا على المركز المهيمن في صناعات التكنولوجيا المتقدمة المستقبلية.


ولا يراهن أي خبير على أن تتوصل واشنطن وبكين إلى اتفاق مكتمل في ختام يومين من المناقشات، واستبعد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ضمناً هذه الفكرة، بتأكيده على أنه يتوقع "تقدماً مهماً". وذكّر منوتشين أنه في ختام هذه المحادثات الجديدة، سيكون أمام الطرفين 30 يوماً إضافياً قبل نهاية الهدنة المعلنة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.

هواوي: حجر عثرة

ويتناقص احتمال التوصل إلى اتفاق شامل مع افتتاح هذه المفاوضات على كشف وزير العدل الأميركي عن 13 تهمة مرتبطة بخرق العقوبات الأميركية على إيران، بحقّ "هواوي" ومديرتها التنفيذية منغ وانتشو التي أوقفت في كندا في ديسمبر/ كانون الأول بطلب من محققين أميركيين.

وحتى الساعة، تشدّد واشنطن على أن ذلك الملف غير مرتبط بالمفاوضات التجارية. وأعلن منوتشين أنهما "مسألتان منفصلتان والتعامل معهما منفصل"، وهو ما أكد عليه أيضاً وزير التجارة ويلبور روس.


ومع ذلك، ترى مونيكا دو بول الخبيرة في مركز "بترسون" للاقتصادات الدولية أنه "من المؤكد أن قضية هواوي تعقّد المفاوضات التجارية إلى حدّ كبير. ليس هناك أدنى شكّ في ذلك"، وتابعت أن "قضية هواوي يمكنها في مرحلة ما أن تسبب انهيار" المفاوضات.

وعكرت العقوبات الكبيرة في العام الماضي على مجموعة "زي تي إي" الصينية أجواء المفاوضات التجارية نفسها التي انتهت بالفشل. ووافق ترامب حينئذ على إيجاد تسوية تسمح للشركة باستكمال نشاطها.

نمرٌ من ورق

وفي مؤشر على أهمية تلك المحادثات، يقود المستشار الاقتصادي للرئيس الصيني ونائب رئيس الوزراء ليو هي، ذو النفوذ الكبير، الوفد الصيني لدى واشنطن. وسيلتقي هذا الاقتصادي الحائز على شهادته من جامعة هارفرد الأميركية بالرئيس دونالد ترامب شخصياً.

وحتى الآن، يظهر ترامب متفائلاً، باعتباره أن الولايات المتحدة في موقع قوة مقابل الصين التي يشهد اقتصادها تباطؤاً.

وسجل العملاق الآسيوي في عام 2018 أدنى نسبة نمو له منذ 28 عاماً (6,6%)، تأثرت خصوصاً بالحرب التجارية، لكن ترامب أيضاً يمرّ بمرحلة ضعف منذ أن استسلم للديموقراطيين لوضع حدّ للإغلاق الحكومي الجزئي في 25 يناير/ كانون الثاني.

وعن ذلك، قال إدوارد ألدن الخبير في التجارة الدولية في مجلس العلاقات الخارجية إن "الخطر يكمن في أن تخلص الدول الأخرى إلى أن دونالد ترامب نمر من ورق، يضع نفسه في مواقف لا يمكن أن ينتصر فيها، ثم يخطو خطوةً إلى الخلف". ووفق ألدن، فإن ذلك "قد يعزز فكرة أن الاستراتيجية الأفضل للصين هي الانتظار".

 (فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون