روسيا والصين تتسابقان على مشروعات الطرق في سورية

15 يناير 2019
الطرق الجديدة تستهدف ربط سورية بدول الجوار(العربي الجديد)
+ الخط -
كشف وزير النقل في حكومة بشار الأسد، علي حمود، أن شركات روسية وصينية تقدمت بأوراقها الاستثمارية لملف الأوتسترادات (الطرق السريعة) المأجورة في سورية، محور شمال جنوب وشمال غرب، الذي تم عرضه عليهم منذ فترة، وسيتم تنفيذها وفق مبدأ الـ “BOT" (حق الانتفاع طويل الأمد).

وقال حمود، خلال تصريحات اليوم، إن سورية ستطرح الاستثمار بمجال الربط السككي الذي يتطلب خطوطاً سككية جديدة تربط سورية بـالدول المجاورة، ومن هذا المنطلق تسعى الوزارة لإنشاء مرفأ في طرطوس وخط سكك حديدي من طرطوس للعراق، ومن العراق ليصل إلى الصين و"عين الأصدقاء في الصين على المشروع"، بحسب تعبير الوزير بحكومة بشار الأسد.

ورجّح الاقتصادي السوري علي الشامي، أن يمنح نظام بشار الأسد ملف "الأوتسترادات" والطرق السريعة المأجورة بسورية، للصين التي لم تغلق سفارتها بدمشق وشاركت العام الماضي بمعرض دمشق الدولي، على أن تُمنح إقامة مطارات جديدة وإصلاح القائمة، لروسيا الاتحادية.

وكشف الشامي من العاصمة السورية لـ"العربي الجديد" أن ملف النقل مطروح على طاولة الاستثمار الخارجي اليوم، وأن نظام الأسد، يحاول من خلال منحه على مبدأ " BOT" لشركات صينية وروسية، تخفيف الضغط على الموازنة التي خصصت النقل بنحو 44 مليار ليرة العام الجاري، وترضية الحلفاء الذين ناصروه خلال حربه على الثورة، بحسب تعبير المحلل الشامي.

في السياق ذاته، كشفت وسائل إعلامية، أن الوفد الروسي الذي يزور سورية، اقترح على وزارة النقل، إصلاح مطار دمشق الدولي بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفته.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية اليوم، عن النائب الروسي ديمتري بيليك أن الاقتراح جاء خلال اجتماع ضم وزير النقل، علي حمود، وممثلي مجتمع الأعمال الروسية.

وكان وفد روسي، برئاسة مدير مجموعة الصداقة بين البرلمانيين الروس والسوريين، ديميتري سابلين، بالإضافة إلى نواب روس وحاكم مدينة سيفاستوبول في جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها، قد وصل أمس الإثنين إلى دمشق بزيارة التقى خلالها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وكبار المسؤولين السوريين.

ومن المقرر، بحسب ما قال ديميتري سابلين للوكالة الروسية، توقيع اتفاقيات تعاون بين مدينتي سيفاستوبول في القرم وطرطوس السورية، لإقامة مشاريع سياحية وتجارية.

وتتحدث روسيا أخيرًا عن إقامة خط بحري، من ميناء سيفاستوبول في الجزيرة إلى مرفأ طرطوس الذي يضم قاعدة الأسطول البحري الروسي.

ووقعت روسيا ونظام الأسد خلال الثورة، عدة اتفاقيات اقتصادية لعشرات السنين وخاصة في مجال الطاقة واستخراج الفوسفات في ريف حمص، كما تعتزم حكومة شبه جزيرة القرم، التي اعترف النظام السوري بضم موسكو لها في 2016، توقيع اتفاقيات مع النظام السوري بقيمة 68 مليار روبل روسي (حوالي 1.1 مليار دولار)، في إطار التعاون الاقتصادي الثنائي بين حكومة القرم وحكومة النظام السوري، برعاية روسية.

وتبلغ، بحسب تصريح سابق لوزير النقل بنظام الأسد، خسائر قطاع النقل بسورية من جراء الحرب، نحو 4.5 مليارات دولار، وذلك ضمن المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد فقط، إذ تشهد مناطق سيطرة المعارضة، بريفي إدلب وحلب شمال غربي سورية، ومناطق سيطرة التنظيمات الكردية (شمال شرق) تهديما كبيرا للبنى التحتية والطرق، قد توازي الخسائر التي أشار إليها الوزير.

وتعتبر عملية إعادة الإعمار بسورية، كعكة مغرية للدول التي وقفت إلى جانب نظام الأسد، إذ تؤكد تقارير سورية ودولية، أن خسائر الحرب الاقتصادية تزيد عن 275 مليار دولار، في حين أن تكلفة إعادة الإعمار تفوق 500 مليار دولار.

المساهمون