فشل المباحثات التجارية الأميركية الصينية في حل المشاكل البينية

05 مايو 2018
ترامب سيلتقي اليوم بالوفد الأميركي العائد من بكين(فرانس برس)
+ الخط -


لم يتوصل الجانبان الأميركي والصيني إلى وضع خريطة واضحة لحل المشاكل التجارية المثارة بينهما، في ظل التهديدات المتبادلة بفرض رسوم جمركية حمائية على منتجات كل منهما.

وأنهى وفد أميركي رفيع المستوى أمس الجمعة زيارة إلى العاصمة الصينية بكين أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين صينيين نافذين، لكن الجولة لم تسفر عن حل القضايا الجوهرية التي تسببت في الخلاف التجاري الحالي بين البلدين، قبل أقل من ثلاثة أسابيع على دخول رسوم جمركية أميركية حيز التنفيذ.

وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين على رأس وفد ضم نخبة من واضعي السياسة التجارية في واشنطن، بينهم وزير التجارة ويلبور روس والممثل التجاري روبرت لايتهايزر وكبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لاري كادلو.

والتقى الوفد الأميركي نائب رئيس الوزراء ليو هي المقرب من الرئيس شي جين بينغ، والذي يعد من كبار واضعي السياسة الاقتصادية الصينية، وسلم المسؤولون الأميركيون نظراءهم الصينيين لائحة "مفصلة بالمطالب" وفق المستشار الاقتصادي لنائب الرئيس مايك بنس.

وقال مارك كالابريا المستشار الاقتصاد بالبيت الأبيض لوكالة أنباء "بلومبرغ" إن واشنطن أعربت عن الأمل في خفض الجمارك الصينية إلى مستوى مماثل لتلك التي تفرضها الولايات المتحدة.

وطالب البيت الأبيض بخفض العجز التجاري بمئة مليار دولار بعد أن بلغ 375 مليار دولار في 2017 وفق الأرقام الأميركية، وطلبوا انفتاحا أكبر للسوق الصينية وتعزيز حماية الملكية الفكرية، واعترضوا على نقل التكنولوجيا التي تفرضها بكين على الشركات الأجنبية.

وقالت وكالة أنباء "الصين الجديدة" إن الجانبين "تبادلا وجهات النظر" حول عدم توازن المبادلات الثنائية واحترام الملكية الفكرية والحواجز الجمركية وغير الجمركية، وتوصلا "إلى نوع من التوافق حول بعض المواضيع".

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت متأخر الجمعة أن الصين "تستفيد كثيرا" من المكاسب التجارية التي تحققها إزاء الولايات المتحدة.

وكتب ترامب في تغريدة "وفدنا الرفيع في طريق عودته من الصين، حيث عقد اجتماعات طويلة مع مسؤولين صينيين وممثلين لقطاع الأعمال"، مضيفا أننا "سنلتقي السبت لتحديد النتائج، لكن الوضع صعب بالنسبة إلى الصين التي باتت تستفيد كثيرا من مكاسبها التجارية".

وقال البيت الأبيض في بيان أمس الجمعة إن مسؤولين تجاريين أميركيين أجروا مناقشات صريحة مع نظرائهم الصينيين في يومين من الاجتماعات الثنائية في بكين، مضيفا أن الرئيس دونالد ترامب سيقرر الخطوات القادمة.

وقال البيان "أجرى الوفد مناقشات صريحة مع مسؤولين صينيين بشأن إعادة التوازن إلى العلاقة الاقتصادية الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، وتحسين حماية الصين للملكية الفكرية، وتحديد السياسات التي تفرض انتقالا جائرا للتكنولوجيا".

من جهتها، أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية في بيان أن "الجانبين أقرا بوجود خلافات كبيرة حول بعض المسائل وأن عليهما مواصلة العمل لتحقيق تقدم"، وتابع البيان "تبادل الجانبان الآراء حول زيادة الصادرات إلى الصين وتبادل الخدمات والاستثمار الثنائي وحماية حقوق الملكية الفكرية وحل مسائل الرسوم الجمركية".

وأضاف أن الجانبين "اتفقا في بعض النواحي" من دون إعطاء تفاصيل وأنهما قررا إنشاء "آلية عمل" لمواصلة المحادثات.


وكانت بكين تعهدت إجراء إصلاحات على عدة مستويات في الاشهر الأخيرة، بما في ذلك رفع القيود على ملكية الاجانب لشركات تصنيع السيارات والسماح للمستثمرين الأجانب بامتلاك حصص كبيرة في شركات مالية، إلا أن لائحة المطالب التي تقدمت بها واشنطن أظهرت أن هذه الإجراءات لا تزال أقل بكثير من التوقعات الأميركية.

وكان ترامب اتهم الصين بممارسات "غير نزيهة" أدت إلى عجز ضخم في الميزان التجاري الأميركي مع بكين، كما ندد بـ"سرقة" الملكية الفكرية الأميركية.

اعتبرت محادثات الخميس والجمعة في العاصمة الصينية مهمة جدا نظراً لأن الرسوم الجمركية الجديدة قد تفرض اعتبارا من 22 أيار/مايو، وتطاول حوالى 50 مليار دولار من المنتجات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة.

ولوحت الصين بالرد من خلال فرض ضرائب على بضائع أميركية بقيمة 50 مليار دولار مثل الصويا والسيارات ولحوم الأبقار وغيرها.


(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون