أضحية "التاباسكي" بساحل العاج..الجميع يتذمر

أضحية "التاباسكي" بساحل العاج..الجميع يتذمر

26 سبتمبر 2014
هدوء في سوق الأضاحي في كوت ديفوار (أرشيف/AFP/Getty)
+ الخط -
لا شيء يوحي بقرب حلول عيد الأضحى أو "تاباسكي" كما يصطلح على تسميته باللهجة المحلية في ساحل العاج.
ففي مسلخ "بورت بويي" الواقع في القسم الجنوبي من أبيدجان، بدت الحركة طبيعية، وخالية من تلك الجلبة التي تترافق عادة مع حلول المناسبات.
غير أنّ جولة في أحياء المدينة، سرعان ما ستفنّد الصورة الأولى، لتترك المجال لأخرى مغايرة تماما، فالمنافسة كانت على أشدّها بين باعة المواشي، وهم يحاولون استقطاب أكبر عدد من الراغبين في ابتياع الأضاحي.
وتبدأ مفاوضات ومناوشات وأصوات تتعالى من هنا وهناك، لينتهي المشهد إما بفوز البائع، أو الزبون، والأخير غالبا ما يحظى بشفقة الأول، بعد أن يتلو على مسامعه سيلا ممّا يقاسيه من غلاء المعيشة وقلّة ذات اليد.
"موسى سيسي" من بين هؤلاء، يؤكد أنه يبيع 15 خروفا في اليوم، مقابل 30 في بعض الأيام الأخرى، عندما تكون الأمور على ما يرام، مؤكّدا أنّ الأوضاع في مجملها ليست سيئة، لكنه يشكو من بيعه الأضاحي بسعر منخفض مقارنة بالآخرين.
وتتراوح الأسعار ما بين 50 ألف فرنك إفريقي (111.11 دولار) و 300 ألف فرنك إفريقي (666 دولارا) للخروف الواحد، وقد يصل سعره إلى 400 ألف فرنك أفريقي (782.35 دولار) حينما يكون كبير الحجم، وفق سيسي. تقنية البيع التي يعتمدها "سيسي" والقائمة على تخفيض الأسعار لجلب الزبائن، لا تلقى القبول لدى زملائه من الباعة ممن يتذمّرون من الطبع المتقشف لهؤلاء الزبائن وهم، "على ندرتهم، يطيلون التفاوض بشأن الأسعار".
أما التاجر، ديالو عبدولاي، فيطرح الإشكال من هذا المنطلق: "يروي لنا الزبائن مشكلاتهم المالية، ولكن الأمر ينطبق أيضا على التجار الذين يصطدمون بواقع السوق".
أما من وجهة نظر الزبائن، فإن الصعوبات التي يواجهها الباعة مؤقتة، إذ رأى "أحمد"، أنّ الأوضاع ستتغير أياما قبل العيد "حين تلتهب الأسعار"، على حد تعبيره، مضيفا أنه ينبغي عليهم التحلي بالصبر. وفي خضمّ ذلك المدّ والجزر، يشتكي الباعة من ارتفاع تكاليف العناية بالقطيع، بما في ذلك نفقات الغذاء والعلاج.
وفي "بواكي" الواقعة وسط شمال كوت ديفوار، على بعد نحو 371 كم من أبيدجان، غير بعيد عن الحدود المالية - البوركينية، يبدو سوق "ساكابو"، وقد طغى عليه الكساد.
ففي مختلف زواياه، يتجاذب الباعة من الشبان العاجيين أطراف الحديث تحت أشعة الشمس الحارقة، فيما يجري تلقيح المواشي.
وقال أحد الباعة، بلهجة متثاقلة أنّ مبيعاته اليومية من المواشي تتراوح ما بين خمسة إلى ستة رؤوس. الطقس كان حارا ذلك اليوم، وقد توسطت الشمس كبد السماء، حين وصل "موسى" الذي يدير أحد المقاهي رفقة صديق له إلى السوق بغية شراء أضحية العيد.
وبعد مفاوضات طال أمدها، تمكن من الحصول عليها مقابل 70 ألف فرنك أفريقي (155 دولار). ويعلق الزبون على ذلك قائلا: "أسعارهم لا تشجع على الشراء. من المؤكد أنها ستنخفض مع قدوم دفعات أخرى من الخرفان".

المساهمون