الحمى القلاعية تُهدد حيوانات مصر

الحمى القلاعية تُهدد حيوانات مصر

14 أكتوبر 2014
تمثل الثروة الحيوانية 35% من الدخل الزراعي لمصر(أرشيف/Getty)
+ الخط -
حذّر فلاحون مصريون من خطورة انتشار مرض الحمى القلاعية، مؤكدين أنّه في حالة استمرار تراخي حكومة البلاد في مواجهة المرض فإنّه سيقضي على الثروة الحيوانية للبلاد.
كما اتهم خبراء وتجار الحكومة في المساهمة في انتشار المرض من خلال  التهاون في مراقبة دخول العجول المستوردة للسوق المحلية وعدم الكشف عليها جيدا في المحاجر، خاصة عجول المنحة الإماراتية التي دخلت مصر بعد عيد الفطر الأخير.
غير أنّ وزارة الزراعة المصرية رفضت هذه الاتهامات، حيث أكدت أنّها تتصدى للمرض، كما طالبت بالتبليغ الفوري عن المواشي المصابة بهدف محاصرة انتشار هذا المرض.

الفلاحون غاضبون

قال صابر سيد عبد الله، فلاح بمركز ملوي محافظة المنيا، لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة تخلت نهائيا عن الفلاحين، ولم تقم بتطعيمات المواشي كما كانت تفعل في السابق، الأمر الذي أدى إلى نفوق عدد كبير من المواشي بالقرية والقرى المجاورة لها".

وأوضح سيد عبد الله أّن "التطعيمات يتم بيعها حاليا لدى التجار بسعر 200 جنيه (28 دولاراً) تكفي لتطعيم 4 مواشي فقط، رغم أنها كانت في السابق توزع مجانا".

وتابع قائلا: "معظم الفلاحين لا يكتشفون المرض قبل ظهور أعراضه، وبالتالي لا يفيد المصل في شيء".

من جهته، رأى محمد أبو خله، فلاح من محافظة كفر الشيخ، أنّ الثروة الحيوانية في طريقها للانهيار وسط تجاهل الحكومة لشؤون الفلاحين، مشيراً إلى أنّ أمراضا كثيرة انتشرت في الفترة الأخيرة، وأخطر هذه الأمراض الحمى القلاعية والجدري والالتهابات الرئوية.

وأكد أبو خله، في تصريحات لـ"العربي الجديد، أنّه "اضطر لبيع بقرة بمبلغ ألف جنيه (138 دولاراً) فقط بعد انخفاض حاد في وزنها، رغم أن ثمنها الحقيقي لا يقل عن 11 ألف جنيه (1.537 دولاراً).

كما أفاد الفلاح محمد السيد بإصابة ثلاث من بقراته بالحمى القلاعية، منها عجل توفي بعد ثلاثة أيام فقط من ظهور أعراض المرض عليه.

وقال عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية، عربي السيد، إنّ انتشار الأمراض الوبائية يهدد بفناء الثروة الحيوانية المصرية، خاصة في ظل تجاهل الحكومة للفلاحين، على حد تعبيره.

وحمل السيد حكومة بلاده مسؤولية انتشار الأمراض في صفوف الحيوانات بسبب ضعف الرقابة على دخول العجول المستوردة.

وأكد أنّ العجول التي دخلت البلاد في إطار الصفقة الأخيرة مع الإمارات كانت مصابة بالحمى القلاعية والجذري، ما أدى إلى نقل الفيروسات إلى الماشية المصرية.

ولفت إلى أن هيئة الخدمات البيطرية تنبهت لخطورة هذه الأمراض بعد ذلك، فقامت بإعدام ٢٥٠ عجلاً، الأسبوع الماضي، على الحدود بعد ثبوت إصابتها بالحمى القلاعية.

حيوانات في خطر

قال مصدر طبي بيطري، رفض ذكر اسمه، إنّ "هذا المرض خطير ومدمر للثروة الحيوانية، وخاصة أنّ معظم الفلاحين يعتمدون على المواشي كمصدر وحيد للعيش".

ونوه إلى أنّ وزارة الزراعة المصرية وزعت عجول المنحة الإماراتية على جميع المحافظات دون إحالتها على الحجر الزراعي ما تسببت في انتشار مرض الحمى القلاعية في عدد كبيرمن المحافظات.

واعتبر أن انتشار هذا المرض يرجع إلى تقصير هيئة الخدمات البيطرية في المراقبة وتوزيع العجول المستوردة، سواءً من إثيوبيا أو أوروجواي، دون إخضاعها للحجر الزراعي على الحدود لمدة شهر، بحسب القوانين الجاري العمل بها.

أسعار اللحوم ترتفع

من جانبها، أعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية عن رصد 108 حالات مصابة بمرض الحمى القلاعية في مختلف المحافظات المصرية منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

وأكد تقرير للهيئة أنّ نسبة نفوق الحيوانات المصابة بمرض الحمى القلاعية تصل إلى 2%، مشددا على أن خطورة المرض تكمن في انتشاره في صفوف صغارالحيوانات، ما يشكل خطورة على مستقبل الثروة الحيوانية.

ومن شأن هذا المرض أيضا، بحسب التقرير نفسه، أن يؤدي لانخفاض إنتاج اللبن بنسبة قد تصل إلى 40%، ويقلص إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة 30%، ما سيرفع أسعارها.

وتقدر الثروة الحيوانية المصرية بنحو 18 مليون رأس، تتوزع بين 5 ملايين بقرة بلدي أو خليط أو سلالات أجنبية، إضافة إلى 3.9 مليون رأس جاموس، و5 ملايين رأس أغنام و4 ملايين رأس ماعز، و200 ألف رأس جمل معظمها في الأرياف، وإنتاج اللحوم، منها يبلغ نحو 520 ألف طن سنوياً و5 ملايين طن حليب.

ويشكل  قطاع الثروة الحيوانية نحو 35% من الدخل الزراعي لمصر.

المساهمون