واشنطن تضغط على تركيا لوقف الرحلات الجوية الروسية بطائرات أميركية الصنع

27 يناير 2023
من طائرات "بوينغ 777-300 إي آر" التي يستخدمها أسطول "أيروفلوت" الروسية (Getty)
+ الخط -

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير موسع الخميس، بأن واشنطن تضغط على السلطات التركية من أجل وقف الرحلات الجوية الروسية المتوجهة إلى تركيا على متن طائرات أميركية الصنع، وأبرزها طرازات مختلفة من إنتاج العملاقة "بوينغ".

الصحيفة نقلت عمّن سمّتهم "مسؤولين مطلعين على المداولات" قولهم إن المسؤولين الأميركيين يضغطون لمنع شركات الطيران الروسية من التحليق بطائرات أميركية من تركيا وإليها، في إشارة إلى اندفاعة جديدة في واشنطن لإقناع الدول بتشديد العقوبات على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.

يأتي هذا التطور بعدما حذر مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى، الشهر الماضي، من أن الأفراد الأتراك معرضون لخطر السجن والغرامات وفقدان امتيازات التصدير وغيرها من الإجراءات، إذا قدّموا خدمات مثل التزوّد بالوقود وقطع الغيار للطائرات أميركية الصنع التي تطير من روسيا وبيلاروسيا وإليهما، مشيرين إلى أن مساعدة وزير التجارة ثيا روزمان كيندلر سلمت رسالة بهذا المعنى إلى المسؤولين الأتراك خلال زيارتها تركيا في ديسمبر/كانون الأول 2022.

والتحذير الأميركي لتركيا، بحسب الصحيفة، هو اختبار رئيسي لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة يمكن أن تنجح مع حلفائها في عزل روسيا على المدى الطويل، أو ما إذا كان بإمكان موسكو إيجاد طريقة لمواصلة النشاط الاقتصادي بمساعدة دول ثالثة تعتبر أساسية لاستراتيجية الكرملين في إيجاد شركاء خارج الغرب.

وفيما لم ترد وزارة الخارجية التركية على طلب للتعليق على التحذير، قالت إميلي كيلكريس، وهي مساعدة سابقة للممثل التجاري الأميركي: "في مرحلة ما، سيتعين عليهم اتخاذ إجراء يتعلق بالإنفاذ، وإلا فإن الأمر برمته ينهار إذا اتضح أن لديهم علما بالانتهاكات ولم يتمكنوا من فعل أي شيء لمعالجتها".

وقال متحدث باسم وزارة التجارة إنه لا يمكنها التعليق على التفاصيل، لافتا إلى أن مكتب إنفاذ القانون حذر في الآونة الأخيرة شركات الطيران الأجنبية من عدم الامتثال لضوابط التصدير الأميركية التي تشمل خدمة الطائرات التجارية الروسية والبيلاروسية والإيرانية.

وفرضت إدارة بايدن ضوابط تصدير تمنع روسيا من استخدام طائرات أميركية الصنع في فبراير/شباط 2022، ردا على غزو أوكرانيا. وتحظر ضوابط التصدير الآن أي طائرة مصنوعة في الولايات المتحدة أو تلك التي تشكل الصناعة الأميركية أكثر من 25% من مكوّناتها، من السفر إلى روسيا أو بيلاروسيا من دون ترخيص صادر عن مكتب الصناعة والأمن لدى وزارة التجارة.

ورغم كل ذلك، واصلت شركات الطيران الروسية التحليق بطائرات "بوينغ" الأميركية، في تحد للولايات المتحدة وجهود الاتحاد الأوروبي لوقفها، بما في ذلك تقييد دخول الطائرات الروسية إلى الأجواء الغربية، ومنع توريد قطع الغيار اللازمة لصيانة سلامة الطائرات وإلغاء عقود تأجير الطائرات.

وقامت شركات الطيران الروسية والبيلاروسية، ومنها "أيروفلوت" المملوكة للدولة الروسية، بتشغيل أكثر من 2100 رحلة باستخدام طائرات أميركية الصنع، ومنها ناقلات "بوينغ" 777 و757 و737، إلى تركيا منذ أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لبيانات من شركة "سيريوم" Cirium لتحليل بيانات الطيران. ويشمل ذلك رحلات منتظمة من موسكو إلى الوجهات التركية، بما فيها إسطنبول وإزمير ومنتجع أنطاليا على البحر المتوسط.

وأثار استمرار الرحلات الجوية الروسية مخاوف تتعلق بالسلامة منذ أن حظرت ضوابط التصدير في واشنطن بيع قطع الغيار اللازمة لإصلاح أسطول الخطوط الجوية المدنية الروسية.

وتُصنّع معظم الطائرات المدنية الروسية لدى شركتي "بوينغ" الأميركية و"إيرباص إي إي" Airbus SE الأوروبية، وهي مستأجرة من شركات في أيرلندا وبرمودا. وفي مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونا جديدا يسمح لشركات الطيران بإعادة تسجيل الطائرات في روسيا، ما يزيد من صعوبة استعادتها.

ووفقاً لسجلات الطيران، فإن الطائرات المتعددة التي تديرها شركات الطيران الروسية على الرحلات الجوية من تركيا وإليها غيّرت أرقام تسجيلها العام الماضي.

وتشمل الطائرات المتجهة إلى تركيا طائرة واحدة على الأقل مملوكة لشركة أيرلندية، قالت العام الماضي إنها أوقفت جميع أنشطة التأجير مع روسيا، الأمر الذي أدى في الواقع لإعادة الطائرة. ووكانت آخر طائرة من طراز "بوينغ 757" حلقت إلى تركيا في 3 يناير/كانون الثاني، حيث هبطت الطائرة رقم 13 في أنطاليا، وفقا لبيانات خدمة تتبع الطائرات "فلايت رادار 24" FlightRadar24.

المساهمون