مهرجانات صيفية ممتعة... رقص مع الأسود وحروب طماطم
الصيف ليس مغامرة بحرية أو فرصة لاكتشاف الطبيعة فحسب، بل هو مناسبة لاكتساب الثقافات الجديدة والاطلاع على تقاليد وعادات فريدة تتميز بها الشعوب. في فصل الصيف، تزداد المهرجانات الفنية؛ جزء منها له طابع غنائي، فيما أكثرها يقدم لمحات عن تاريخ الشعوب.
في السنوات الماضية، تحول الكثير من المهرجانات على غرار تلك التي تقام في كندا، والتي تعد جزءاً من تراث البلد، إلى مناسبة لجذب الملايين من السياح، حتى أنها باتت فرصة مناسبة لتعزيز اقتصاد المناطق الكندية. بينما تعد المهرجانات هذا الصيف مختلفة نوعاً ما، على اعتبار أنها تأتي بعد عامين من الإغلاق، لذا فقد تكون الاحتفالات مليئة بالكثير من المفاجآت والأنشطة غير التقليدية. فإن كنتم من محبي الاستمتاع بأنشطة ترفيهية مختلفة عبر السفر، يمكنكم الاختيار بين هذه المهرجانات الصيفية التي تقام في أكثر من منطقة حول العالم.
مهرجان إدنبرة فرينج
يعد هذا المهرجان الصيفي السنوي في اسكتلندا أحد أكثر الأحداث شعبية طوال العام، والذي يُعرف أيضا باسم Fringe؛ إذ يعتبر أكبر مهرجان فني في العالم ويمكن أن يستمر لما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع.
يضم الحدث بأكمله أكثر من 50 ألف عرض في أكثر من 300 مكان في جميع أنحاء مدينة إدنبرة. ويشمل السيرك والملاهي الليلية والمسرحيات الموسيقية والمعارض وغير ذلك. بات هذا المهرجان فرصة للسكان المحليين من أجل تغيير نمط حياتهم وتطوير اقتصاد مناطقهم.
وبحسب تقارير صحافية اسكتلندية، يساهم هذا المهرجان في زيادة النمو الإجمالي للبلاد بنحو 2%، والأهم من ذلك أنه فرصة لتشغيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مثل المطاعم والمقاهي التقليدية. وتكاليف حضور فعاليات هذا المهرجان ليست مرتفعة جداً، إذ يمكن لمحبي الكوميديا على سبيل المثال، حجز تذكرة تصل إلى ما يقارب 15 دولاراً لحضور المسرحيات التي تقام في المسارح المخصصة لها، فيما يمكنكم الاستمتاع بالمهرجانات مجاناً في عطلة نهاية الأسبوع.
(Getty)
كريشنا جانماشتامي الهندي
تحتفل الهند سنوياً بمئات المهرجانات الفنية، والتي لها علاقة بتقاليد البلاد المتنوعة، ومن أهم المهرجانات، التي تقام خلال فصل الصيف مهرجان كريشنا جانماشتامي؛ إذ يجري الاحتفال بميلاد شخصية رمزية يطلق عليها هذا الاسم.
خلال هذه المناسبة، يتم الاحتفال في الشوارع العامة، من خلال الحفلات الفنية والغنائية التي تقام، كما يسعى السكان أيضاً إلى الاحتفال في المنازل، من خلال تزيين الحدائق، ووضع الأرجوحات الخشبية. من الشائع أن يرتدي محبو الاحتفال أفضل ملابسهم خلال العطلة ويصوموا لمدة يوم كامل.
وإبان هذا الاحتفال، تجذب الهند نحو 100 ألف سائح، وتزدهر تجارة الورود والعطور بشكل كبير، إذ تقدر الكميات التي تباع من الورود بأكثر من أربعة أطنان، لذا فهي فرصة لإنعاش القطاعات الاقتصادية المختلفة في البلد.
(Getty)
مهرجان الشعلة الصيني
يعد مهرجان "يي تورش" أو الشعلة في مقاطعة يونان الصينية، واحداً من أكبر وأروع الأحداث في الصين. يختلف هذا المهرجان عن أي مهرجانات أو فعاليات تقام حول العالم، نظراً لطابعه الرياضي، إذ يتضمن المهرجان المصارعة والمسابقات وسباق الخيل، وغيرها الكثير من الأنشطة الرياضية.
يتميز أيضاً هذا المهرجان بمشاركة السكان، من خلال إضاءة شعلة لتزيين بيوتهم وحدائقهم الخاصة، طيلة شهر أغسطس/آب، ووفق معتقداتهم، فإن إضاءة الشعلة تبعد سوء الحظ وتحقق حصاداً وفيراً، كما يجري صنع مشاعل أكبر في مراكز المدن لدرء الحظ السيئ للمجتمع بأكمله.
يساعد هذا المهرجان في جذب المقيمين من مناطق مختلفة من الصين لحضوره، وينصح دائماً بضرورة الحجز المبكر حتى يتمكن السياح من الحصول على أماكن للإقامة في الفنادق.
(Getty)
لا توماتينا في إسبانيا
هذا المهرجان الإسباني هو بالتأكيد أحد أكثر الاحتفالات متعة حول العالم. في يوم الأربعاء الأخير من شهر أغسطس/آب من كل عام، يتجمع أكثر من 20 ألف شخص في إسبانيا للاحتفال برمي الطماطم في بعض الشوارع الرئيسية من بلدة بونال في فالنسيا، وذلك بهدف التسلية والمتعة.
تعد معركة الطعام هذه، وهي الأكبر في العالم، تقليداً منذ العام 1945، عندما كان يمضي بعض الشبان أوقاتهم في ساحة البلدة (بلازا ديل البويبلو)، وحصل شجار في ما بينهم وتم استخدام الطماطم بهدف رشق بعضهم البعض.
يجذب المهرجان السياح إلى هذه البلدة قبل البدء بالاحتفالات، ما جعلها تزدهر بشكل كبير، خاصة وأن هذه البلدة هجرها الكثير من الشباب إلى مناطق حضارية بهدف الحصول على الوظائف. ولكن وبحسب تقديرات خاصة للسلطات، يجذب هذا المهرجان أكثر من 50 ألف سائح، ما يساعد في تنمية القرية، والبلدات المحاذية لها.
(فرانس برس)
