توقعت وزارة الزراعة الأميركية أن تصل صادرات بذور عباد الشمس العالمية إلى 2.65 مليون طن في الموسم الزراعي 2022-2023، الذي يمتد حتى أغسطس/ آب، ارتفاعاً من 1.62 مليون طن العام الماضي.
وتُعَدّ أوكرانيا واحدة من أكبر الدول إنتاجاً لعباد الشمس، حيث شحنت 191 ألف طن للأسواق العالمية في عام 2020-2021، قبل الحرب.
وحسب تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال" نُشر الثلاثاء، قالت محللة أسعار البذور الزيتية في وكالة "فاست ميكرز" البريطانية المتخصصة في رصد الأسعار، آنا بلاتونوفا: "لقد أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا صياغة سوق عباد الشمس في أوكرانيا، وبالتالي العالم".
وتجري عملية إنتاج زيوت عباد الشمس عبر تنظيف البذور ثم طحنها وضغطها من خلال مجموعة من البكرات أو المطاحن لاستخراج الزيت. ويُكرَّر الزيت بالتسخين والإضافات الكيميائية لإزالة الشوائب قبل تعبئته وبيعه في الأسواق.
وقبل الحرب، كان جزء كبير من هذه العملية يحصل داخل أوكرانيا، ولكن الآن يُستعان بمصادر خارجية، وهو ما أدى إلى استقرار سوق زيت الطهو العالمي بعد موجة من الارتفاعات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعرضت موانئ التصدير الرئيسية في أوكرانيا للقصف أو التهديد من قبل القوات الروسية، بينما حاصرت موسكو معظم شحنات الحبوب الزراعية، وهو ما أدى تلقائياً إلى نقص في معروض الزيت بالسوق العالمي، كذلك رفعت أسعار زيوت الطهو الأخرى، مثل زيت النخيل وزيت الكانولا، بشكل حاد، وسط نقص في زيت بذور عباد الشمس الذي توفره أوكرانيا.
وتقول جمعية كسارات البذور، وهي هيئة تجارية بريطانية، إن الإمداد الأكبر للبذور يأتي الآن من أوكرانيا عبر الطرق البحرية والبرية على حد سواء. وسمح ذلك لكسارات البذور الأوروبية بالمساعدة في تعويض نقص إمدادات الزيت القادمة من أوكرانيا، ما أدى إلى انخفاض الأسعار.
وأدت أسعار زيت الطهو المرتفعة إلى زيادة تضخم أسعار الغذاء حول العالم، حيث رفعت تكلفة تحضير الوجبات للأسر، وزادت أسعار الأطباق المقدمة في المطاعم أو أسعار المواد الأساسية الجاهزة مثل رقائق البطاطس.
وفي أواخر مارس/ آذار 2022، بلغت أسعار زيت بذور عباد الشمس ذروتها، حيث ارتفعت إلى 2414 دولاراً للطن. لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة بأكثر من النصف، وبلغ السعر حوالى 1049 دولاراً للطن، وفقاً لبيانات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أول من أمس الثلاثاء.
وقال ديف جوشر، مؤسس شركة "هولي فيجي"، وهي شركة كندية لإنتاج أطعمة الوجبات الخفيفة النباتية: "لاحظنا وجود جداول زمنية أقصر لسلسلة التوريد على زيت عباد الشمس، والتسعير مناسب مقارنة ببداية حرب أوكرانيا".
وبدأت الأسعار بالانخفاض بعد بدء التشغيل الناجح لممر الحبوب خارج أوكرانيا العام الماضي. وسمحت الصفقة المدعومة من الأمم المتحدة للسفن المحملة بالمنتجات الزراعية بمغادرة بعض شحنات الحبوب الغذائية الموانئ الأوكرانية دون خوف من السفن الحربية الروسية.
وشكلت الحبوب غالبية هذه الشحنات، وساعدت المزارعين في أوكرانيا في تحميل بذورهم وبيعها في الأسواق العالمية. وتضمنت صفقة الحبوب حتى الآن ثلاثة موانئ أوكرانية، هي: أوديسا وتشورنومورسك وبيفدينيي.
وقالت متحدثة باسم وزارة البنية التحتية الأوكرانية إن المسؤولين الأوكرانيين يسعون لإدراج موانئ أخرى، مثل ميكولايف، التي كانت ذات يوم مركزاً لتجارة زيت بذور عباد الشمس في أوكرانيا.
