تعتزم شركة "وولف سبيد" الأميركية بناء أكبر مصنع في العالم لأشباه الموصلات من مادة كربيد السيليكون في ولاية سارلاند الألمانية، وستكون لمجموعة "زد إف" الألمانية للتكنولوجيا الصناعية والتي تزود أنظمة تنقل السيارات والمركبات، حصة قليلة في المصنع.
ووفق ما ذكر موقع صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، فإن البناء سيكون في موقع محطة سابقة تعمل بالفحم في منطقة أندسدورف، ناقلة عن القيمين على المشروع أن العمل سيبدأ في أسرع وقت ممكن، على أن يبدأ الإنتاج في غضون 4 سنوات، وأنه سيتم أيضا إنشاء مركز أبحاث مشترك تمتلك فيه "زد إف" حصة الأغلبية.
وعن هدف "وولف سبيد" من إنشاء المصنع خارج الولايات المتحدة، ذكرت "هاندلسبلات" أن الشركة الأميركية قررت أن يكون لها مصنعها في أوروبا لتكون في المنطقة المجاورة لمواقع الإنتاج الأوروبية، حيث يمكن للمصنعين توفير إمداداتهم بشكل موثوق، ولا سيما أن المجموعة تركز على رقائق كربيد السيليكون، وهي من القطع الأساسية للمركبات الكهربائية، ورغم أنها أغلى من السيليكون التقليدي لكنها تعتبر واعدة جدا، حيث من المتوقع أن تزيد طاقة الاستخدام بنسبة 8 بالمائة بعد حلول كاربيد السيليكون مكان السيليكون.
ونقل موقع الصحيفة عن رئيس "وولف سبيد" غريغ لوفه أن العديد من عملاء الشركة يرغبون في أن يكون للمورد مصنع قريب من مصانع الإنتاج في أوروبا.
وسيكون المصنع أكبر من الموجود في الولايات المتحدة، والذي بلغت كلفة بنائه ملياري يورو، علما أن حجم "وولف سبيد" في البورصة يبلغ حوالي عشرة مليارات دولار، فيما تشغّل "زد إف" الألمانية أكثر من 9000 موظّف، ويمكن لها أن توفر الموظفين المطلوبين بشكل عاجل للمصنع الجديد.
ويتوقع الخبراء أن ينتعش الطلب بقوة على كربيد السيليكون خلال المرحلة المقبلة، رغم الخشية لدى العملاء من أن تكون القدرات الإنتاجية غير كافية، حيث تسعى الشركات الأوروبية المعنية للدخول في عقود طويلة الأجل لتأمين سلاسل التوريد الخاصة بها.
وفي الآونة الأخيرة دخلت "مرسيدس" في صفقة مع "وولف سبيد"، لم يكشف عن حجمها وكميات التوريد. ومن المعلوم أن المفوضية الأوروبية حددت أخيرا هدفا لمضاعفة حصة أوروبا من إنتاج الرقائق العالمية ليكون عند 20% بحلول العام 2030، ومع ذلك اجتذبت الولايات المتحدة في الفترة القريبة الماضية استثمارات أكبر بكثير من أوروبا.
وبحسب الصحيفة، فإن الاستثمار بين "وولف سبيد" و"زد إف" في أوروبا يعدّ بمثابة إعلان منافسة تجارية مع شركة "بوش" الألمانية، التي لا تنافسها على مستوى العالم سوى "دنسو" اليابانية، مورد السيارات الوحيد الذي ينتج الرقائق بنفسه، حيث أفادت الصحيفة بأن "زد إف" تعمل حاليا على زيادة السرعة لتتمكن من التفوق على "بوش" من حيث الشحن السريع للرقائق.
وسبق أن دخلت شركة "شفابين" الألمانية مجال إنتاج الرقائق من كربيد السيليكون، حيث ستستثمر في مصنعها الرئيسي في رويتلنغن 400 مليون يورو إضافية حتى نهاية العام 2025، وذلك من أجل توسيع إنتاج أشباه موصلات الطاقة المصنوعة من هذا المركب، والذي يستخدم أيضا على نطاق واسع في الإلكترونيات والسترات الواقية من الرصاص وغيرها من المنتجات التي تتطلب تحمّل حرارة عالية.