زيارة أردوغان إلى قطر اليوم: ترسيخ لعلاقات اقتصادية استراتيجية

18 يوليو 2023
علاقات اقتصادية راسخة بين الدولتين برعاية مباشرة من أمير قطر والرئيس التركي (الأناضول)
+ الخط -

في إطار جولته الخليجية التي تشمل الرياض والدوحة وأبوظبي، يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة رسمية إلى دولة قطر، اليوم الثلاثاء، قادما من السعودية، للبحث في سبل تطوير العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين اللذين تربطهما علاقات اقتصادية استراتيجية.

وسيعقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جلسة مباحثات مع الرئيس التركي، تتناول تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والقضايا الإقليمية الراهنة.

وكان مصدر في مكتب الاستثمار التركي في قطر قد أكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، انعقاد مجلس الأعمال التركي القطري، اليوم الثلاثاء، بمشاركة نحو 200 من أصحاب الأعمال المرافقين لأردوغان في جولته الخليجية، لافتا إلى أن رجال الأعمال الأتراك سيبحثون مع نظرائهم القطريين "آفاق التعاون وفرص الأعمال والاستثمار المتاحة" في البلدين.

السفير التركي لدى الدوحة مصطفى كوكصو قال إنه من المنتظر خلال زيارة أردوغان مناقشة الاستعدادات للدورة التاسعة للجنة الاستراتيجية العليا وفرص الاستثمار والاستعدادات الاقتصادية والقضايا الإقليمية.

وأوضح أنه لن يجري توقيع أي اتفاقيات مشتركة بين قطر وتركيا خلال الزيارة، نظرا لأن توقيع تلك الاتفاقيات يكون عبر اللجنة الاستراتيجية العليا، والتي ستعقد اجتماعها التاسع في الدوحة قبل نهاية العام الجاري.

تأتي زيارة أدروغان فيما تعيش العلاقات التركية القطرية أفضل أوقاتها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، وسط تقارب كبير سجله البلدان منذ العقد الماضي.

ويغادر الرئيس التركي السعودية اليوم متوجها إلى قطر، في إطار جولة خليجية بدأها الإثنين، تشمل أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبحسب بيانات رسمية سابقة نشرتها وكالة الأناضول، عقد الرئيس أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أكثر من 30 قمة مشتركة منذ عام 2014.

وتأسست اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين في ديسمبر/ كانون الأول 2014، وتعقد اجتماعاتها كل عام على أعلى مستوى، وهي آلية للتشاور حول العلاقات القطرية التركية، وتمثل أحد أهم مؤشرات العلاقات الثنائية المكثفة والقوية.

ونتج عنها ما يزيد عن 80 اتفاقية في جميع المجالات، تساهم في تعزيز وإثراء العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين.

في ظل العلاقات المتطورة بين البلدين، أصبحت تركيا من أكثر الدول الجاذبة للاستثمارات القطرية في عدة مجالات.

وبحسب الإحصائيات التي اطلعت عليها الأناضول من الملحقية التجارية بالدوحة، هناك ما يزيد عن 700 شركة تركية تعمل في قطر بمختلف القطاعات، بجانب 200 شركة قطرية تعمل في مجموعة واسعة من القطاعات في تركيا.

وزادت استثمارات قطر المباشرة في تركيا بشكل كبير، بـ33.2 مليار دولار، بينما بلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الإنشاءات التركية بالبنية التحتية في قطر 22 مليار دولار أميركي.

وفي مجال السياحة، وصل عدد الزائرين القطريين لتركيا إلى نحو 30 ألفا في 2016، ثم تزايد في 2019 إلى نحو 110 آلاف، بينما وصل خلال العام الماضي إلى أكثر من 150 ألفاً.

وأسس البلدان مجلس الأعمال التركي القطري، ويعقد اجتماعاته بشكل دوري بين هيئة العلاقات الاقتصادية الدولية (DEİK) ونظيرتها القطرية جمعية رجال الأعمال القطرية (QBA).

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وخلال وقت سابق من الشهر الجاري، قال نائب الرئيس التركي جودت يلماز إن شركات المقاولات التركية تواصل مساهماتها في بناء مرافق قطرية.

وأضاف خلال زيارة أجراها الأسبوع الماضي إلى الدوحة، أن "ما يدعو إلى السرور أن الثقة المتبادلة بين بلدينا تُظهِر نفسها في أقوى صورة في مجال الاستثمار.. التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري سيظلّ إحدى الركائز الأساسية لشراكتنا الاستراتيجية".

وأضاف: "كما أن صناعة الموادّ الغذائية تبرز أيضاً كأحد المجالات التي نرى فيها إمكانيات لتطوير تجارتنا، فضلاً عن التعاون في صناعة الدفاع ومجالات التكنولوجيا العالية".

وبحسب معطيات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن مكتب الإحصاء التركي، بلغ الناتج المحلي 15 تريليونا و6 مليارات و574 مليون ليرة (نحو 866 مليار دولار) في 2022.

بينما بلغ الناتج المحلي الإجمالي لقطر خلال العام الماضي نحو 863 مليار ريال (237 مليار دولار).

ونما الاقتصاد القطري بنسبة 8% خلال الربع الرابع من العام 2022 على أساس سنوي، وفقا لبيانات نقلتها وكالة الأنباء القطرية، بينما نما بنسبة 4.3% في كامل 2022.

وعلى مدى العام الماضي، استفادت قطر - وهي من أكبر مصدري الغاز المسال في العالم - من ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، فيما كان انتعاش النمو خلال الربع الرابع مُتوقعا بدعم من استضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم.

المساهمون