خصخصة الأندية استثمار جديد للصندوق السيادي السعودي

19 يونيو 2023
يرفع استقطاب لاعبين من فئة الصف الأول عالمياً من قيمة خصخصة الأندية (Getty)
+ الخط -

قدم إعلان وزير الرياضة السعودي عبد العزيز بن تركي الفيصل، في وقت سابق من الشهر الجاري، نقل ملكية أندية الاتحاد والأهلي والنصر والهلال لصندوق الاستثمارات العامة السعودي بنسبة 75%، مؤشراً على اتجاه نحو خصخصة الأندية الأكثر جماهيرية بالمملكة خلال الفترة القادمة، في إطار توجه اقتصادي ضمن رؤية المملكة 2030.

ومن شأن هكذا توجه إضافة سوق لملايين المستهلكين لمنتج كرة القدم السعودية، سواء كمشاهدين للقنوات الفضائية، أو كحضور للمباريات، بلغ عددهم عام 2023 أكثر من 2.2 مليون مشجع في الملاعب السعودية، بحسب إعلان الوزير السعودي. 

وإضافة لذلك، يدفع الاتجاه نحو خصخصة الأندية الأكثر جماهيرية بالمملكة نحو مضاعفة ممارسي الرياضات المختلفة، خاصة كرة القدم، ما يدعم مسيرة متحققة بالفعل، بتضاعف عدد الرياضيين في السعودية من 40 ألفاً في 2019 إلى 80 ألفاً حالياً، حسب إحصاءات رسمية. 

وبحسب مصادر إعلامية سعودية رسمية، فإن الجمعيات العمومية في الأهلي والاتحاد والنصر والهلال ستمتلك 25% من أصول الأندية، بينما سيتملّك صندوق الاستثمارات العامة نحو 75%، ما يعني أن مساحة الاستثمار المطروحة للقطاع الخاص تساوي 3 أضعاف الملكية العامة لأول مرة. 

ويعزز من هذا التوجه تضاعف عائدات بعض الأندية السعودية، التي يُتوقع أن تتحسن مداخيلها مع وجود إدارة استثمارية بقيادة الصندوق السيادي.

وتهدف خصخصة الأندية الجماهيرية بالمملكة إلى الوصول بالدوري السعودي لقائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة أندية المحترفين من 450 مليون ريال (نحو 120 مليون دولار) إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

سوق المباريات 

ويشير الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن "خصخصة الأندية الرياضية بالمملكة يصب في صالح رؤية "السعودية 2030"، التي تدعم تعميق اقتصاد السوق وتعظيم دور القطاع الخاص، وتخفيف الحمل عن كاهل الدولة".

وأضاف عجاقة أن "لهذا النهج فوائد من ناحية استقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في الأندية التي تمت خصخصتها، وهو ما يكون له انعكاس على الاقتصاد السعودي، في صورة تحفيز الاستهلاك وخلْق سوق كبيرة لنقل المباريات وتسويقها".

وأشار إلى أن "السعودية تتجه نحو سياسة تمكين الاقتصاد المحلي من المنافسة على الصعيد الدولي عبر الاستثمار الرياضي"، بحسب عجاقة، مشيرا إلى أن "الاستثمار بكبار اللاعبين هو أحد أوجه الاستثمار الرياضي الذي تهتم به الحكومة السعودية".

وأكد أن "من شأن هذه الاستثمارات رفع قيمة الأندية السعودية، وهو ما يعمل على تعويض المبالغ الكبيرة المدفوعة في شراء كبار اللاعبين العالميين، فضلا عن جذب الاستثمارات العالمية في الأندية السعودية، وهو ما يعود بالفائدة على مجمل الاقتصاد السعودي". 

ويضيف أن "الاتجاه نحو خصخصة الأندية يمثل خطوة جيدة للاقتصاد السعودي، ويعزز صورته الليبرالية حول العالم كاقتصاد "حر مقنن"، وهي الصورة التي تمثل ضمانة حقيقية للاستثمارات العالمية".

تنويع الاقتصاد 

ويرفع استقطاب لاعبين من فئة الصف الأول عالميا، مثل كريستيانو رونالدو (نادي النصر) وكريم بنزيمة (نادي الاتحاد) من قيمة خصخصة أندية كرة القدم السعودية، ما ينعكس على الطرح المتوقع لأسهم المملكة لصندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى تضاعف القيمة المتوقعة لرعاية الأندية والبث التلفزيوني للمباريات، بحسب ما أوردته وكالة "بلومبيرغ".

وبحسب بيانات الأندية السعودية الأربعة الكبرى لعام 2022، تصدّر نادي الهلال قائمة أغنى الأندية من حيث الإيرادات، بـ 150 مليون ريال، يليه النصر بـ 120 مليون ريال، ثم الاتحاد بـ 100 مليون ريال، وأخيرا الأهلي بـ 80 مليون ريال. 

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وبلغت إيرادات جميع الأندية السعودية من جميع المصادر، في العام ذاته، 2.8 مليار ريال، بزيادة حوالي 400 مليون ريال عن الموسم الماضي، وبمعدل نمو تجاوز 16%. 

والمصدر الأكبر لإيرادات الأندية السعودية هو الدعم الحكومي من وزارة الرياضة، الذي فاق 1.4 مليار ريال في عام 2022، تليه التبرعات من أعضاء الشرف بقيمة 466 مليون ريال، ثم الرعايات عبر بيع الحقوق التجارية بقيمة 455 مليون ريال.

ومن المتوقع أن يستحوذ صندوق الثروة السعودي، البالغ مجموع قيمة ثرواته 700 مليار دولار، وشركة النفط الحكومية العملاقة "أرامكو"، على العديد من أندية كرة القدم السعودية الأخرى، خاصة مع اتجاه تلك الأندية إلى استقطاب مزيد من نجوم اللعبة حول العالم.

المساهمون