"جي بي مورغان" يحذر من الاعتياد على مستويات الديون المرتفعة في الاقتصاد الأميركي

07 يناير 2024
الخزانة الأميركية ما زالت تتوسع في إصدار أوراق الدين (Getty)
+ الخط -

حذر بنك "جي بي مورغان" من الاعتياد على جبل ديون الولايات المتحدة، والذي تجاوز مؤخراً مستوى 34 تريليون دولار لأول مرة في تاريخه، مشيراً إلى أن العجز المرتفع وتكاليف خدمة الديون المتضخمة يمكن بسهولة أن يصبحا غير مستدامين.

وشبه البنك الأكبر في الولايات المتحدة الدين العام الضخم بظاهرة "الضفدع المغلي" داخل الاقتصاد الأميركي، حيث "يفشل المسؤولون في التعامل مع أزمةٍ محتملة، فتنمو بمرور الوقت، ما يجعلها أكثر خطورة، ويؤدي إلى نتائج كارثية في نهاية الأمر".

وحالة الضفدع المغلي هي الحالة التي تشير إلى ظاهرة غريبة لاحظها العلماء، حيث يقفز الضفدع الذي يُلقى في الماء المغلي محاولاً الابتعاد عنه، لكنه لا يفعل ذلك إذا وضع في الماء الفاتر، وتم تسخينه بعدها ببطء، وصولاً لدرجة الغليان، ليكون الوقت قد فات عندما يلاحظ الضفدع أنه يتم طهيه.

وقال البنك في توقعاته لعام 2024 إن هذه الاستعارة يمكن أن تنطبق بسهولة على وضع الديون الأميركية، التي أثارت قلق الاقتصاديين لسنوات، وتزايدت الدعوات إلى التعامل معها بحذر، مع استمرار الحكومة في الاقتراض بكميات قياسية.

وتجاوز الدين الوطني الأميركي مستوى 34 تريليون دولار في الساعات الأخيرة من العام المنتهي، نتيجة رفع المشرعين سقف الدين العام الماضي، لتجنب التخلف عن سداد بعض الالتزامات.

وستزداد صورة الديون الأميركية سوءاً في السنوات المقبلة، وفقاً لمكتب الميزانية التابع للكونغرس الأميركي، الذي يقدّر أن "الإنفاق على الاستحقاقات، بما فيها الإنفاق الإلزامي، وصافي مدفوعات الفائدة على الديون في الولايات المتحدة، سوف يتجاوز إجمالي إيرادات الحكومة، بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي".

وقال مايكل سمبالست، الخبير الاستراتيجي في بنك "جي بي مورغان": "المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة هي نقطة البداية؛ فكل جولة من التحفيز المالي تقرب الولايات المتحدة خطوة إضافية من عدم القدرة على تحمل الديون". وأضاف: "ومع ذلك، فقد اعتدنا على تدهور الأوضاع المالية للحكومة الأميركية، ومحدودية تأثيراتها السلبية على المستثمرين، ولكن كل ذلك قد يتغيّر في يوم من الأيام، مثلما يحدث عادة مع الضفدع المغلي".

وتوقع سمبالست أن تجبر ضغوط الأسواق، ووكالات التصنيف، الحكومة الأميركية على إجراء "تغييرات جوهرية" على برامج الضرائب والاستحقاقات، وقد يكون منها فرض ضرائب جديدة على الثروة.

ولا تظهر في الأفق علامات على توجه الولايات المتحدة لتقليص إنفاقها بشكل ملموس، وهي القضية التي ظل أعضاء الكونغرس من الحزبين يتجادلون بشأنها لعدة أشهر. ولم تتم الموافقة على ميزانية السنة المالية حتى الآن.

وقال سمبالست إن "السبل ربما تكون قد انعدمت أمام تقليص الولايات المتحدة لإنفاقها، في البنود التي يمكن تخفيضها".

وتوقع الاستراتيجيون في "جي بي مورغان" سابقاً حدوث ركود "الضفدع المغلي" في عامي 2023 و2024، حيث يؤدي تشديد بنك الاحتياط الفيدرالي للسياسة النقدية، بالصورة الصارمة التي تبناها على مدار العامين الماضيين، إلى دخول الاقتصاد الأكبر في العالم، وربما بعض الاقتصادات الكبرى الأخرى، في ركود.

وحذر سمبالست من أن مخاطر الركود لا تزال قائمة هذا العام، على الرغم من إشارته إلى أن الانكماش المقبل في الاقتصاد الأميركي من المرجح أن يكون معتدلاً.

المساهمون