تسارع التضخم في روسيا

25 مايو 2024
سوبرماركت في موسكو في 10 مارس 2021 (ديميتار ديلكوف/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- التضخم في روسيا يتجاوز التوقعات بوصوله إلى 7.84% سنويًا في إبريل، متخطيًا الهدف البنكي بـ4%، مع توقعات ببقائه بين 7% و8%.
- البنك المركزي الروسي يتبع سياسة نقدية صارمة لكن التضخم مدفوع بارتفاع تكاليف الواردات، مع خطط لخفض أسعار الفائدة إلى 10-12% بحلول 2024/2025.
- الضغوط التضخمية مستمرة بسبب الطلب المحلي وارتفاع أسعار الخضراوات والخدمات، مما يجعل تحقيق هدف التضخم 4.3%-4.8% بنهاية 2024 صعبًا.

يتسارع التضخم في روسيا على عكس توقعات السلطات النقدية، ويبتعد أكثر فأكثر عن هدف 4% الذي حدده البنك المركزي الروسي. وفي شهر إبريل/نيسان، ارتفع مرة أخرى بنسبة 0.5% مقارنة بشهر مارس/آذار، ليصل إلى 7.84% على أساس سنوي.

ومن غير المتوقع أن يتراجع التضخم إلى المستوى الذي كانت تتوقعه الحكومة في الأشهر المقبلة، حسب توقعات رئيس قسم المالية في المدرسة العليا للاقتصاد في الجامعة الوطنية للأبحاث بسانت بطرسبورغ يوري إيشكيتيدزه، في تعليقه لـ"العربي الجديد"، إذ يعتقد أن التضخم السنوي "لن يتراجع إلى نسبة 4% التي كانت تأمل فيها الحكومة. ومعدل التضخم الطبيعي في الظروف الحالية لروسيا يتراوح بين 7% و8%".

ويرى أن "استقرار سعر صرف العملة الوطنية يدفع باتجاه التوقع بأن يقوم البنك المركزي، في نهاية عام 2024 وأوائل عام 2025، بخفض أسعار الفائدة وإعادتها إلى نطاق 10-12%".

ويضيف إيشكيتيدزه في حديثه لـ"العربي الجديد": "على الرغم من ارتفاع سعر الفائدة في البنك المركزي، لا توجد علامات على التباطؤ في الاقتصاد الروسي، وبالإضافة إلى ذلك، فإن جزءاً كبيراً من التضخم ناجم عن ارتفاع التكاليف نتيجة لارتفاع تكاليف الواردات".

وتمكن البنك المركزي من خفض معدل نمو المعروض النقدي M0 إلى 3.0% سنويًا، بينما ظل معدل نمو المعروض النقدي M1 مرتفعًا، بنسبة 9.8% سنويًا.

وبحسب التقديرات المحدثة لوزارة التنمية الاقتصادية والبنك المركزي، فإن معدل التضخم في عام 2024 سيبلغ 5.1% و4.8% على التوالي. وكما قالت رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، في بداية إبريل/ نيسان، فقد تم بالفعل تجاوز ذروة التضخم بفضل السياسة النقدية الصارمة لبنك روسيا.

لكن البيانات الأخيرة الصادرة عن مصلحة الإحصاء الروسية (روستات) لا تؤكد هذا الاستنتاج، ولكنها تتفق مع بيان آخر لنابيولينا، مفاده أن "الضغوط التضخمية لا تزال مرتفعة بسبب النمو النشط للطلب المحلي".

ووفقًا لـ"روستات"، كانت محركات التضخم في إبريل/ نيسان هي بعض الخضراوات، بما في ذلك البنجر (+21.9%)، والجزر (+7.4%)، والتفاح (+3.3%). ومن بين المنتجات الغذائية الأخرى، ارتفعت أسعار لحم الضأن (+4.6%)، وزيت الزيتون (+2.4%)، والسكر الحبيبي (+2.2%). وارتفعت أسعار رسوم الاشتراك في باقة خدمات الاتصالات الخلوية بنسبة 8.5%. كما ارتفعت أسعار الرحلات النهرية في روسيا بنسبة 6%، وزادت العطلات على ساحل البحر الأسود بنسبة 2.7%.

من جهته، يقول ألكسندر شنايدرمان، رئيس قسم المبيعات ودعم العملاء في شركة Alfa-Forex، لصحيفة "MK"الروسية: "إن مؤشر أسعار المستهلك الآن من حيث القيمة السنوية أقل مرتين من المعدل الرئيسي. ويأمل رجال الأعمال أن يقوم البنك المركزي بتخفيضها، لكن هذا لن يحدث في المستقبل القريب. نظرًا لحقيقة أن الأسعار لا تنخفض، فمن المرجح أن تُشدَّد السياسة النقدية، أي أنه سيُزاد المعدل إلى 17%، وهو ما يُناقَش بالفعل على أعلى مستوى".

وأضاف شنايدرمان: "أما بالنسبة لديناميكيات فئات مختلفة من السلع، فمن المرجح أن يتباطأ تضخم أسعار الغذاء بسبب عامل الموسمية، ففي الصيف، تصبح معظم الفواكه والتوت والخضراوات أرخص دائمًا. وفي الوقت نفسه، فإن تكلفة الإلكترونيات والأجهزة المنزلية معرضة لخطر الارتفاع بشكل أكبر بسبب مشاكل الواردات، وخاصة القادمة من الصين".

ويشير شنايدرمان إلى أن تحقيق هدف 4.3% إلى 4.8% بحلول نهاية عام 2024، الذي يصر البنك المركزي عليه، من الصعب تحقيقه.

المساهمون