"بي واي دي" الصينية تسابق "تسلا" بإطلاق سيارات كهربائية فاخرة تشبه "لامبورغيني"

22 يناير 2024
سيارة BYD Yangwang U9 في معرض قوانغتشو الدولي للسيارات (الأناضول)
+ الخط -

تعكف "بي واي دي" BYD الصينية على توسيع تشكيلة سيارات كهربائية تشمل أكثر من 20 طرازا في مسيرة التصدير وإلى فئات أسعار أعلى بمنتجات فاخرة. فما الجديد؟

لقد تفوّقت "بي واي دي" فعلا على منافستها الأميركية "تسلا" Tesla، باعتبارها أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم، من خلال طرح مجموعة من السيارات ذات الأسعار المعقولة التي أعطت السائقين الصينيين عروضا أكثر منحتهم حق الاختيار.

وها هي الآن تنتقل إلى سوق المنتجات الفاخرة، وهي تستعد لمواجهة العالم. فقد أطلقت "بي واي دي" سيارات تحت علامة تجارية مختلفة هي "يانغ وانغ" Yangwang، في خطوة تمثّل تحولا استراتيجيا من الاعتماد على السيارات ذات الأسعار المنخفضة إلى إنتاج سيارات أقل تقليدية تأتي بسعر باهظ، وفقا لتقرير أوردته "وول ستريت جورنال" اليوم الاثنين.

وتشمل العلامة التجارية الجديدة سيارة خارقة بسعر 150 ألف دولار تشبه سيارة "لامبورغيني" وسيارة دفع رباعي تقول الشركة إنها يمكن أن تدور 360 درجة بأرضها وتطفو في المياه، وهي من الميزات الخاطفة للاهتمام في سوق السيارات الصينية الشديدة التنافس، حيث يطارد المشترون أحدث التقنيات الذكية.

وفي الوقت نفسه، تعتمد "تسلا" على استمرار الطلب العالمي القوي غالباً على سياراتها "موديل 3" و"موديل Y" التي أجرت لها تحديثاً العام الماضي، علماً أن شاحنتها "سايبرتراك" Cybertruck وهي أول إصدار لها منذ سنوات، غير متوافرة حاليا في الصين، رغم أن الشركة الأميركية تخطط لاصطحاب السيارة في جولة ترويجية في هذا البلد.

وفي الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، تقلصت حصة "تسلا"، إذ تبيع "بي واي دي" الآن خمس سيارات مقابل كل سيارة تبيعها شركة صناعة السيارات الأميركية. واتسع نطاق شعبية "بي واي دي" مع طرحها نماذج جديدة ومتنوعة بوتيرة سريعة، ما أدى إلى زيادة مجموعتها من السيارات الكهربائية إلى أكثر من 20 طرازا تلبي جميع الأذواق والميزانيات تقريبا.

وبدعم من رجل الأعمال الشهير وارن بافيت، أصبحت "بي واي دي" مهيمنة للغاية في سوقها المحلية، لدرجة أن المبيعات في البلاد مكنتها من إطاحة الشركة التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، باعتبارها العلامة التجارية الأكثر مبيعا للسيارات الكهربائية على مستوى العالم في الربع الأخير.

ولدى "بي واي دي" أيضا خطط طموحة للتصدير والتوسع. فقد تصدرت حجوزات مبيعات السيارات الكهربائية في تايلاند، وترتفع حصتها سريعا في الأسواق، بما في ذلك أستراليا ودولة الاحتلال الإسرائيلي. وهي تبني مصانع في البرازيل والمجر وتايلاند. وأبحرت أول سفينة شحن مستأجرة لها سعة 7 آلاف مركبة إلى أوروبا هذا الشهر.

منافسة شرسة من سيارات "هيونداي" و"كيا" الكورية

تجدر الإشارة إلى أن قدرة "بي واي دي" على تكرار نجاحها على الساحة العالمية تعتمد على ما إذا كان بإمكانها ترجمة الصيغة التي تفوز بالمشترين الصينيين إلى المستهلكين الدوليين في بقية البلدان.

ففي الولايات المتحدة، تبرز شركتا صناعة السيارات الكورية الجنوبية "هيونداي موتور" و"كيا" كأكبر منافسين لشركة "تسلا" من خلال تقديم مجموعة واسعة من المركبات.

وتلوح تحديات كبيرة بالنسبة لشركة "بي واي دي" حيث تواجه شركات صناعة السيارات الصينية ضغوطا على هوامش الربح في الداخل، وتتعامل مع تحقيق الدعم في أوروبا، وتظل بعيدة إلى حد كبير عن الولايات المتحدة، حيث كانت لدى "بي واي دي" منذ فترة طويلة طموحات لبيع سيارات الركاب الكهربائية.

وإلى جانب التعرفات الأميركية الحالية على السيارات الصينية، فإن قانون الحد من التضخم سوف يستبعد السيارات المصنوعة بمكونات صينية من الإعفاءات الضريبية للمركبات الكهربائية.

وقالت متحدثة باسم الشركة إنها تصنع وتبيع حاليا الحافلات والشاحنات في الولايات المتحدة. وتتمثل استراتيجيتها الآنية في التركيز على المركبات التجارية فيها.

التصدير في صلب طموح شركة السيارات "بي واي دي"

المحلل في شركة "سي إم بي إنترناشونال" CMB International، جي شي، قال إن "بي واي دي" تتوقع تصدير 400 ألف سيارة إلى الخارج هذا العام، وهو هدف يمكن تحقيقه.

ومن المرجح أن تصبح الصادرات التي توفر هوامش ربح أعلى هي المحرك التالي لنموها، حسبما كتب محللو "أتش إس بي سي" HSBC في مذكرة في وقت سابق من هذا الشهر.

ولم تحرز "بي واي دي" بعد الكثير من التقدم نحو جائزتها الرئيسية، أوروبا. وتشير التقديرات إلى أنها باعت نحو 13 ألف سيارة في الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وهو رقم بعيد عن 270 ألف سيارة لشركة "تسلا"، وفقا لأرقام جمعتها شركة البيانات "غلوبال داتا" GlobalData.

وفي الصين، استحوذت "بي واي دي" على قرابة 12% من سوق سيارات الركاب، بينما حظيت "تسلا" بأقل من 3% خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الماضي، وفقا لأرقام "غلوبال داتا".

تأتي هذه المتغيرات بعدما كانت "تسلا" الشركة الرائدة في سوق السيارات الكهربائية قبل 4 سنوات. وفي حين ظلت Tesla Model Y هي السيارة الكهربائية الأكثر شعبية في الصين العام الماضي، استحوذت "بي واي دي" على نصف الطرازات الكهربائية العشرين الأكثر مبيعا في البلاد، حيث أنتجت سيارات "الميني فان" وسيارات "السيدان" الجديدة.

وفي حين تصدت "تسلا" للتحديات السابقة من مجموعة شركات صناعة السيارات الصينية، فإن سوق "بي واي دي" الراقي يقدم للسائقين خيارات محلية مرموقة أكثر من المنافسين الأجانب.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول تنفيذي في "بي واي دي" إن السعر البالغ 150 ألف يوان، أي ما يناهز 21 ألف دولار، كان هو الحد الأقصى الذي يعتقد أن العملاء على استعداد لدفعه مقابل السيارات ذات العلامة التجارية الصينية.

وذكر مندوبو مبيعات "بي واي دي" أن العملاء يتباهون بوضع سيارة غربية مستوردة، حيث لم تكن هناك سيارات صينية التصميم يزيد سعرها عن مليون يوان.

المساهمون