الغزو الروسي لأوكرانيا يعرقل سياحة مصر

01 مارس 2022
وفد سيّاح روسي في منتجع شرم الشيخ (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا، سيعيد السياحة المصرية لمربع الركود بعد أن بدأت في الانتعاش تدريجيا عقب انحسار تداعيات مجابهة فيروس كورونا، وخاصة أن السياح الروس والأوكران يمثلون حوالي 40 في المائة من إجمالي السياح الذين يزورون مصر، حسب تقديرات عاملين في القطاع السياحي.

وشهدت مصر انتعاشا كبيرا في قطاع السياحة، فقد تجاوزت إيرادات السياحة 13 مليار دولار في العام الماضي، لتعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، ولكن الأزمة الأوكرانية جاءت لتلقي بظلالها السلبية على القطاع السياحي وقد تعيده إلى مربع الركود والخسائر، حسب مراقبين.

وكان مساعد وزير السياحة المصري، عبد الفتاح العاصي، أصدر بيانا لغرفة المنشآت السياحية بضرورة استمرار السياح الروس والأوكرانيين الذين انتهت برامجهم السياحية وحالت الأحداث الجارية دون العودة إلى بلادهم.

ويقول مصدر في قطاع السياحة المصري، لـ"العربي الجديد" إن تلك الأزمة ستؤدي إلى خسارة السوق السياحي المصري لأكثر من 1.5 مليون سائح، من جمهوريتي روسيا وأوكرانيا فقط، وهو ما ظهرت أثاره الآن من انخفاض حجم الإشغالات سواء في شرم الشيخ أو الغردقة بأكثر من 50 في المائة.


وأشار المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن الأزمة ستتفاقم، إذا استمرت الحرب دون حلول، وخاصة مع فرض حظر جوي على الطيران الروسي كإحدى العقوبات لردع روسيا، كما أن التداعيات الاقتصادية التى ستضرب روسيا جراء هذا الغزو ستؤثر حتمًا على إنفاق المواطن الروسي. وتابع أن هناك آلاف السائحين الروس والأوكران، يتلقون كافة الرعاية، وهناك مقترح أن يتحمل نفقاتهم صندوق "تحيا مصر"، كنوع من حركة تنشيط السياحة، وذلك عقب تصفية صندوق الكوارث السياحية، وإنفاق ملياراته على إنشاء المتحف الجديد.

ونوه إلى أن تلك الأزمة بخلاف تأثيرها على المنشآت وشركات السياحة، فهي كذلك تعمق من أزمة العاملين في الإرشاد السياحي، إذ إنه بعد غياب السياح الروس والأوكران، يتوقع أن يفقد 80 في المائة من المرشدين الروس عملهم.
ويشكو صاحب إحدى الشركات السياحية، أيمن الراوي، من أن الغزو الروسي لأوكرانيا، عمق من أزمة الركود التى تضرب شركته منذ الإعلان عن انتشار فيروس كورونا مع بدايات 2020.

وأشار في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن عليه أقساط ثمن شراء أتوبيسات جديدة، ولم يستطع الوفاء بها نتيجة تباطؤ الحركة السياحية كأحد تداعيات فيروس كورونا، الأمر الذي دفعه إلى تأجيل الأقساط 6 أشهر، وهو ما كلف الشركة 80 ألف جنيه (الدولار = نحو 15.7 جنيها) فوائد إضافية.

يشكو صاحب إحدى الشركات السياحية، أيمن الراوي، من أن الغزو الروسي لأوكرانيا، عمق من أزمة الركود التى تضرب شركته منذ الإعلان عن انتشار فيروس كورونا مع بدايات 2020


وأضاف، أن الغزو الروسي، أرجعه إلى الصفر مرة أخرى، فلم يعد هناك وصول سياح جدد للمطارات المصرية بنفس معدلات العام الماضي، وحتى المتواجدون الآن سواء في شرم الشيخ أو الغردقة، في حالة سكون انتظارًا لما ستسفر عنه الأوضاع وبالتالي هم ليسوا في حاجة لاستخدام وسائل نقل، وهو ما انعكس على تراجع دخل الشركة بأكثر من 50 في المائة.
ومن جانبه، كشف القائم بالأعمال لدى السفارة الأوكرانية بالقاهرة، روسلان نيشاي، أن أكثر من 16 ألف سائح أوكراني موجودون في الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم حاليا.

وأوضح في مؤتمر صحافي، أن المجال الجوي الأوكراني مغلق حاليًا، ويستحيل رجوع سائحي بلاده المتواجدين في مصر مباشرة إلا من خلال أراضي الدول المجاورة الصديقة لأوكرانيا، عبر المنظمة الدولية للهجرة، موجهًا شكره لوزارتي الخارجية والسياحة بعد السماح بتمديد إقامة السياح الأوكران مجانا.
وكانت محافظة البحر الأحمر قد عمّمت منشورًا على كافة المنشآت السياحية، بتقديم كافة التسهيلات سواء للأوكران أو الروس، وعدم الامتناع عن تقديم أي خدمات لهم لحين إيجاد الحل المناسب لإعادتهم.

المساهمون