"الجمعة البيضاء" وألاعيب التجار

27 نوفمبر 2022
تخفيضات حقيقية بالمحال التجارية في يوم الجمعة البيضاء
+ الخط -

في العديد من دول العالم، بخاصة في أوروبا والولايات المتحدة، يصطف المستهلكون في طوابير طويلة تصل لكيلومتر وربما أكثر للاستفادة من العروض الضخمة والمغرية التي تقدمها المحال التجارية في الجمعة السوداء (Black Friday)، وهو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة.

ولأنّ هذا اليوم يعد بداية موسم شراء هدايا أعياد الميلاد، لذا تقوم أغلب المتاجر والمحال بتقديم عروض سعرية وخصومات كبيرة وسلع مجانية، بل تفتح أبوابها مبكرا وحتى وقت متأخر من الليل.

المحال استغلت اليوم لحصد مزيد من الأرباح أو تعويض الخسائر الناجمة عن إصابة الأسواق بالكساد والركود واختفاء الزبون

لذا نجد أن أعدادا كبيرة من المستهلكين يتجمعون في صفوف خارج المتاجر منذ فجر يوم الجمعة الذي عادة ما يكون في نهاية شهر نوفمبر من كل عام.

ولأن الخصومات حقيقية وكبيرة ومغرية والمنتجات المعروضة جديدة يقبل المستهلكون على شراء كل ما يقع تحت أيديهم من سلع بخاصة هدايا عيد الميلاد والاحتياجات الشخصية والمنزلية من ملابس وأحذية وأجهزة كمبيوتر وموبايلات وغيرها.

وفي منطقتنا ينتظر الكثير من المستهلكين هذا اليوم الذي يطلقون عليه "الجمعة البيضاء" كلّ عام لشراء احتياجاتهم المؤجلة سواء من الملابس أو الأجهزة المنزلية أو الكهربائية والموبايلات أو غيرها من السلع الضرورية.

ذلك لأنّ هذه المناسبة تشهد عادة عروضاً جماعية من قبل المحال والمراكز التجارية والسلاسل الشهيرة والعلامات الكبرى، وتخفيضات كبيرة في الأسعار في محاولة من التجار لبيع أكبر كمّ من السلع والمنتجات، وتصريف البضاعة الموجودة في المخازن قبل حلول الموسم المقبل.

لكنّ ما حدث في مصر هذا العام أشبه بالاحتيال والخداع من قبل التجار، فقبل حلول "الجمعة البيضاء" زادت معظم المحال الأسعار بصورة مبالغ فيها، بل ضاعفت أسعار السلع المعروضة، وذلك لحصد مزيد من المكاسب المالية. كما سحبت بعض المتاجر السلع من "الفاترينات" قبل الموعد وإعادة عرضها وكأنها منتجات جديدة.

ما حدث في مصر هذا العام أشبه بالاحتيال والخداع من قبل التجار، فقبل حلول "الجمعة البيضاء" زادت معظم المحال الأسعار بصورة مبالغ فيها

صحيح أنّ "الجمعة البيضاء" شهدت تدفقاً من المستهلكين نحو المحال التجارية، لكنّ هؤلاء صدموا عندما شاهدوا الأسعار المبالغ فيها، بل لاحظوا عملية احتيال وتخفيضات وهمية من قبل أصحاب المحال.

فقطعة الملابس البالغ سعرها قبل هذا اليوم 800 أو 900 جنيه تم رفع السعر إلى ألفي جنيه، مع إعلان المتجر أنّ من يشتري القطعة سيحصل على أخرى مجاناً. هذا نوع من الاحتيال المباشر.

وفي كلّ الأحوال فإنّ التاجر هنا هو الرابح في هذا اليوم على حساب المستهلك الذي لاحظ أيضاً أنّ التخفيضات المعلنة من قبل التجار تركزت على قطع سبق عرضها وملابس راكدة وسلع كهربائية والإلكترونية متقادمة تكنولوجياً أو خارج موسم استخدامها.

وبالطبع لن تمتد التخفيضات لسلع مهمة للأسرة المصرية مثل السلع المعمرة وأحياناً الأدوات الكهربائية.

المحال استغلت هذا اليوم لحصد مزيد من الأرباح أو تعويض الخسائر الناجمة عن إصابة الأسواق بالكساد والركود واختفاء الزبون، وزيادة كلفة الإنتاج من كهرباء وإيجارات، وارتفاع سعر الدولار، وللأسف وضع التاجر يده في جيب المستهلك، وقبلها وضعت الحكومة يدها في جيب الاثنين، التاجر والمستهلك.

المساهمون