احتياطات الولايات المتحدة من النفط الصخري قد تُستنفد خلال سنوات

09 مارس 2023
منشأة نفط صخري في تكساس (Getty)
+ الخط -

قالت تقارير غربية، أمس الأربعاء، إن الطفرة في إنتاج النفط التي جعلت الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي أكبر منتج في العالم تتضاءل، ما يؤكد أن عصر نمو النفط الصخري الذهبي يقترب من ذروته.

وتتراجع عمليات حفر الآبار في حوض "برميان" في الولايات المتحدة الغني بالصخور النفطية، وذلك وفق بيانات عرضتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير نشر الأربعاء.

وذكر التقرير أن الشركات البترولية ستستنفد أفضل احتياطاتها في الولايات المتحدة في بضع سنوات، إذا استأنفت الإنتاج بوتيرة الحفر السريعة التي كانت عليها قبل جائحة كورونا.
وحسب تقرير "وول ستريت"، قال الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس الأميركية ريان لانس إنّ "أوبك" ستزود العالم قريباً بالمزيد من النفط، في إشارة إلى أنّ دور النفط الصخري في سدّ النقص العالمي من الخامات النفطية شارف على النهاية.

وفي مؤتمر "سيرا ويك" النفطي في تكساس، هذا الأسبوع، أشار المسؤولون التنفيذيون في الصناعة النفطية إلى الركود في إنتاج النفط الصخري، قائلين إنّه يشير إلى عودة أميركا إلى الاعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية والمزيد من الصعوبات أمام الشركات الأميركية الكبرى بعدما سجلت معظمها أرباحاً قياسية في العام الماضي.

وقال ريان لانس، خلال حلقة نقاشية في المؤتمر السنوي في مدينة هيوستن، تكساس، إن "العالم سيعود إلى ما كان عليه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي من حيث الاعتماد في تلبية الطلب النفطي على أوبك"، وحذر من أن "أوبك" ستزود العالم قريباً بالمزيد من النفط.
وارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة من حوالي 7.2 ملايين برميل يومياً قبل عقد، إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 13 مليون برميل يومياً في ذروة إنتاج النفط الصخري قبل الوباء. لكنّ الإنتاج المحلي في العام الماضي نما بثلث متوسط الوتيرة السنوية التي شوهدت في ذروة النفط الصخري بين عامي 2017 و2019.

وكانت عدة تقارير قد حذّرت الولايات المتحدة خلال العام الجاري من قرب نهاية عصر الاعتماد على النفط المنتج محلياً. وتراجع إنتاج النفط في حوض برميان بنسبة 15% في المتوسط عن مستوياته في العام 2017. ويعد النفط من المكونات الرئيسية للأمن القومي الأميركي طوال العقود الماضية وحتى بروز ثورة النفط الصخري.

في تطور آخر، قال الأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص إن تباطؤ الطلب على النفط في أوروبا والولايات المتحدة يشكل مصدراً للقلق في السوق العالمي، رغم النمو الهائل في آسيا، وأكد خلال "سيرا ويك": "نرى سوقاً منقسماً، تقريباً مثل سوقين".

وأضاف أنّ ضمان "أمن الطلب" في المناطق التي يتراجع فيها الاستهلاك بفعل التضخم العالي، أمر بالغ الأهمية مثل "ضمان أمن الإمدادات" إليها. وحذر الغيص من أنّ نقص الاستثمارات في أعمال الطاقة يهدد أمن الطاقة العالمي، مضيفاً: "لا يمكننا تحمل هذا بمفردنا".
وتواجه دول مثل أنغولا ونيجيريا صعوبة في إنتاج الحصص المقررة لكل منهما من النفط، بسبب نقص الاستثمارات والاضطرابات التشغيلية.
على جانب آخر، قال الغيص إنّ إحدى أهم أولوياته ستكون تحويل الصورة العامة لقطاع النفط من صورة الملوث إلى مشارك نشط في تحول الطاقة، ولذلك أنشأ أول قسم "للشؤون البيئية" في المنظمة.

المساهمون