إيران تعرض تزويد أوروبا بالغاز

23 فبراير 2022
حقل غاز في إيران (فرانس برس)
+ الخط -

قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، إنّ بلاده قادرة على تصدير الغاز الطبيعي إلى دول الجوار وأوروبا، مؤكداً أنّ بلاده تعتزم زيادة إنتاجها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أوجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول"، اليوم الأربعاء، أنّ إيران وقّعت مذكرة تعاون مع فنزويلا لصيانة وتطوير مصافي الغاز والنفط فيها، وذلك خلال القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي عقدت، أمس الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة.

وأشار إلى أنّ بلاده لديها كوادر مؤهلة في مجال إنتاج وتكرير المنتجات النفطية ونقلها، لافتاً إلى أنّ إيران تأمل زيادة حصتها في تجارة الغاز عالمياً، خلال السنوات المقبلة.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قد دعا لاستخدام الغاز الطبيعي لتحسين المسار الاقتصادي الصعب الناجم عن تفشي جائحة فيروس كورونا في العالم، باعتباره من مصادر الطاقة النظيفة والآمنة والمتوفرة للعقود المقبلة.

سيادة الدول في اكتشاف الغاز

وقال رئيسي، أمس الثلاثاء، خلال مشاركته في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، إنّ الغاز الطبيعي سيحدد مستقبل الطاقة في العالم، مضيفاً: "باعتبارنا دولاً تزخر بمصادر كبيرة من الغاز ومصدرة له يجب أن نرسل رسالتنا إلى العالم بشكل شفاف".

وأكد أنّ إيران لديها طاقة كبيرة لإنتاج الغاز لاستخدامها المحلي وقدرة عالية ومتنامية للتصدير، مشيراً إلى أنّ الهدف من عقد هذا المنتدى ومشاركة الأعضاء فيه "هو دعم الحقوق التي تؤكدها سيادة الدول في مجال اكتشاف الغاز، وتعزيز دوره في تلبية حاجات العالم إلى الطاقة، وكذلك ضمان الأمن في مجال الطلب العالمي على الغاز الطبيعي".

وتزامنت قمة منتدى الغاز مع تصاعد الأزمة الأوكرانية الروسية، وتزايد المخاوف من تقلص إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا.

وأعلنت الولايات المتحدة ودول غربية عدة فرض عقوبات على روسيا، رداً على اعتراف موسكو، يوم الإثنين، بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا وإرسالها قوات إلى هناك.

وفي أعقاب الخطوة الروسية، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، أمس، أنه قرر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" لإيصال الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.

استقلال الطاقة عن روسيا

واعتبر مسؤول أميركي كبير، أمس، أنّ "قرار ألمانيا يحرّر أوروبا من الخناق الجيواستراتيجي الذي تفرضه روسيا عليها من خلال إمدادات الغاز الطبيعي".

وأضاف المسؤول للصحافيين، طالباً عدم نشر اسمه، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس"، أنّ تعليق خط الأنابيب يمثّل "نقطة تحوّل رئيسية في استقلال الطاقة في العالم عن روسيا"، مضيفا أنّ "استثماراً بقيمة 11 مليار دولار وخط أنابيب غاز ثميناً تسيطر عليه روسيا سيذهبان الآن سدى".

وتعتمد أوروبا على روسيا في نحو 40% من الغاز الطبيعي الذي يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب، منها يامال-أوروبا الذي يعبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، و"نورد ستريم 1" الذي يذهب مباشرة إلى ألمانيا مروراً بأوكرانيا.

Image
الدول الأوروبية الأكثر اعتماداً على الغاز الروسي

لذا يرى محللون انه ليس من السهل تخلي أوروبا عن الغاز الروسي على المدى المنظور. ووفق محللين في "بنك باركليز"، فإنّ تعويض ما يتراوح بين 150 و190 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، لا يمكن تحقيقه على المدى القصير.

خيارات أخرى لأوروبا

وفي مقابل هذه الرؤية، فإنّ بعض البلدان لديها خيارات أخرى. فعلى سبيل المثال، يمكن لألمانيا، أكبر مستهلك للغاز الروسي، الاستيراد من النرويج وهولندا وبريطانيا والدنمارك عبر خطوط الأنابيب.

ويمكن كذلك لدول جنوب أوروبا استقبال الغاز من أذربيجان عبر خط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا وخط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول من خلال تركيا، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، أمس الثلاثاء، عن محللين في قطاع الطاقة.

المساهمون