أثرياء الصين يهربون إلى "سويسرا آسيا": ثروات التنين تزدهر في سنغافورة

15 يناير 2023
سنغافورة جسر آمن لأثرياء الصين إلى الأسواق الغربية (getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "فايننشال تايمز"البريطانية، اليوم الأحد، إن سنغافورة تواصل جذب الأثرياء ورجال الأعمال الصينيين، إذ يتخوف الأثرياء ورجال الأعمال الصينيون الكبار من تداعيات ركود السوق المحلية وتراجع سعر اليوان وتزايد التوتر السياسي بين بكين وواشنطن على مستقبل ثرواتهم في البر الصيني.  

ويرى أصحاب الثروات في الصين أن هذه العوامل السالبة ربما تقضي على ثروتهم إلى جانب تشديد الرقابة الضريبية عليهم من قبل الحكومة الصينية. 

وحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن مظاهر تدفق الثروات الصينية باتت واضحة في جزيرة سنغافورة، إذ بعد فترة وجيزة من فتح شركة رولزرويس أبوابها للزبائن في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي في الجزيرة كانت صالة عرض رولز-رويس في حي ريدهيل بسنغافورة مزدحمة بالزبائن.

من جانبها، تقول صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" التي تصدر في هونغ كونغ في تقرير بهذا الصدد، إن هجرة الأثرياء والمهنيين في الصين قد تسبب أزمة للاقتصاد الصيني. وعلى الرغم من أن الصين فتحت اقتصادها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن مخاوف أصحاب الثروات من تداعيات جائحة كورونا على العمال والصناعة لا يبدو أنها انتهت. 

ونسبت الصحيفة إلى شركة "هينلي آند بارتنرز" القانونية في لندن قولها إن نحو 10 آلاف ثري صيني غادروا البلاد في العام الماضي 2022. ولاحظت الشركة القانونية أن اصحاب الثروات ورجال الأعمال الذين يغادرون الصين غالباً من يهاجرون إلى سنغافورة وينشئون مكاتب تجارية هنالك. 

في ذات الصدد، تقول سلطات النقد السنغافورية، "البنك المركزي في سنغافورة"، إن عدد المكاتب الاستثمارية الصينية ارتفعت بالجزيرة من 50 مكتباً في عام 2018 إلى 700 مكتب في عام 2021.

وخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي 2022 منحت سلطات سنغافورة  النقدية رخصاً لمائة شركة لأثرياء صينيين للعمل في سنغافورة. ويقول البنك المركزي السنغافوري إن حجم الأصول التي تديرها شركات إدارة الثروة ارتفعت من 4.7 تريليونات دولار في عام 2021 إلى 5.4 تريليونات دولار في العام الماضي 2022. وتخطط بعض العائلات الثرية لبيع عقاراتها في الصين والانتقال نهائياً إلى سنغافورة.

وتنبع جاذبية سنغافورة بالنسبة للمهاجرين من البر الصيني من عدة عوامل. فالصينيون هم أكبر مجموعة عرقية في البلاد ويتم التحدث فيها بلغة الماندرين على نطاق واسع، كما أن رحلة الطيران قصيرة نسبيًا منها إلى الصين، وسنغافورة بالنسبة للأثرياء بلد آمن ومنخفض الضرائب وتربطه علاقات قوية بالأسواق الغربية.

وحافظت سلطات سنغافورة التي تعد دولة رأسمالية على ارتباط وثيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وتعد المدينة واحدة من أفضل خمس وجهات للصينيين الذين يملكون مليارات الدولارات ويرتبطون باستثمارات مع السوق الأميركي، وبالتالي يتطلعون إلى الهجرة إلى سنغافورة وأستراليا وسويسرا.

وفقًا لتقرير شركة "هينلي غلوبال" البريطانية، فإن روسيا والصين والهند وهونغ كونغ وأوكرانيا لديها أعلى صافي تدفقات خارجية من الأثرياء. وفي آسيا، تحظى سنغافورة بجاذبية متزايدة لأصحاب الملايين المهاجرين، مع توقع هجرة صافية لـ 2800 فرد من أصحاب الثروات المرتفعة، حينما تظهر الإحصائيات النهائية لعام 2022 وبزيادة قدرها 87 في المائة عن عام 2019، وفقاً للتقرير.

ويرى الصينيون الأثرياء أن سنغافورة ملاذ آمن لتخزين الأصول المالية، مع منحهم حرية نسبية وبيئة ترحيبية ومناخاً مؤيداً للأعمال. كذلك فإن يقرب من ثلاثة أرباع المواطنين والمقيمين الدائمين في سنغافورة البالغ عددهم 4 ملايين نسمة من أصل صيني، في حين أن حوالي 13.5 في المائة لهم جذور ماليزية و9 في المائة من أصول هندية.

المساهمون