"مدينة العجائب مرة أخرى".. عودة المسرح السياسي المباشر

20 يناير 2019
(من المسرحية)
+ الخط -

تُختتم اليوم عروض مسرحية "مدينة العجائب مرة أخرى" في قاعة الفن الرابع في العاصمة التونسية للمخرج أحمد أمين بن سعد ومن تأليف سهام عقيل وأنتجها "المسرح الوطني التونسي".

يمكن القول إن العمل ينتمي إلى المسرح السياسي، وقد عرض أول مرة خلال "مهرجان قرطاج المسرحي" الأخير، وتعرّضت آنذاك إلى انتقادات بسبب خطابها المباشر سياسياً والقول بأن المسرح التونسي قد تجاوز هذا الشكل، ولكن هل يمنع ذلك من ممارسته وتقديمه على الخشبة؟

عن ذلك يقول بن سعد "بالنسبة إليّ أتخيل في اللحظة السياسية الراهنة والمتعفنة، أن الخطاب المسرحي لا يمكن أن يكون أقل عنفاً ومباشرتية".

المخرج في مقابلة سابقة معه أعلن أن المسرحية ثلاثية وقد تكون أكثر، مبيناً "ربما تصبح أكثر، ما لم تنته العجائب في هذا البلد"، حيث يقوم العمل على لعبة المسرح داخل المسرح كما يقول المخرج، ويستحضر فيها أسلوب ابن المقفع في التلميح السياسي جنباً إلى جنب مع مدرسة بريشت وكذلك المسرح السياسي والتوثيقي.

يتناول العرض ثلاثة مضامين أساسياً تدور كلها حول اختراق مؤسسات الدولة ما بعد الثورة من قبل النظام السابق ومن قبل الإرهاب إلى جانب تحكّم العلاقات الشخصية في اتخاذ القرارات التي تخصّ الشعب.

شخصية النص الأساسية هي أمينة الكاتبة التي تقوم بدورها سهام عقيل، وزوج الكاتبة مخرج تلفزيوني اسمه نصر الدين ويؤدي دوره الفنان محمد شعبان، وشقيقة أمينة الموسيقية بسمة وتلعبها الممثلة بسمة بعزاوي، وصديقها بشار مخرج أفلام وثائقية، الذي يؤدي دوره أحمد طاهر الحمروني.

أما قصة المسرحية الأساسية فتبدأ من استشهاد ابن الكاتبة خلال الثورة، وفي سعيها للانتقام له توضع في السجن، وتبدأ بالاتفاق مع السلطة بأن تتخلّى عن فكرة الانتقام، في مقابل العفو عنها في العفو التشريعي العام، فضلاّ عن تعيينها حال خروجها من السجن مشرفة على قسم الأطفال في التلفزيون، فتقبل لتقتنص الفرصة وتعرض ما لا ينبغي عرضه على الشاشة وهو مسرحية "مدينة العجائب مرة أخرى".

المساهمون