"ارتجاج" صبري أبو شعالة.. المخرج يتحرّر من النص

04 ابريل 2018
(من العرض)
+ الخط -

عُرضت مسرحية "ارتجاج" قبل أيام على خشبة مسرح كلية الآداب في "جامعة مصراتة"، وتُعرض مرة أخرى في المكان نفسه نهاية الأسبوع الجاري، قبل أن تنطلق إلى الجمهور خارج أسوار الجامعة وتتنقل بين المدن الليبية، وفقاً لما يقوله المخرج الليبي صبري أبو شعالة في حديث لـ"العربي الجديد".

يوضّح أن موضوع العرض يمسّ الواقع الليبي من مظاهر مختلفة، لكنه لا يقول أي شيء بشكل مباشر بل يلجأ إلى العبث والكوميديا ويُشعِر المتلقي أنه في حلم.

ويبيّن أبو شعالة مخرج العمل ومصمّم السينوغرافيا فيه، إن أبرز ما في العرض هو أنه جديد من عدّة نواحٍ؛ جديد في أسلوبه على المسرح الليبي وجديد في ممثّليه فهو يقدم شباباً جدداً على المسرح، وجديد عليه هو أيضاً كمخرج حيث لأول مرة يحرّر العمل من النص والورق؛ يشرح أبو شعالة "وضعت التصوّر لفكرة وردت لي تعتمد على ما أريد أن أقدّمه من خلال الكوميديا وهي أساس العرض، لكن هذا لا يعن أنه يخلو من رمزية ودلالات سيميولوجية وإشارات تحاكي الواقع بشكل عبثي".

يضيف "العمل كلّه يعتمد على وضع تصوّرات أثناء جلسات عمل مطوّلة مع الممثلين أخذت وقتها وتجاوزت الثلاثة أشهر. يقترب العرض من الارتجال لكنه الارتجال المدروس من خلال تدريب عالٍ للممثل وطرح أفكار لكل دور وما يمكن أن يؤديه".

هذه أول مرة يشتغل فيها أبو شعالة على هذا النحو، فهو ملتزم دائماً بالنص المسرحي، "لكن في "ارتجاج" ثمة كتابة ركحية وإدارة مسرحية، كنا نضع تصوراً ثم نثبته ونضع أفكار الحوار ونشتغل عليها".

يلفت المخرج إلى أن العرض الذي يستغرق ساعة وظّف العديد من الإمكانيات من الغناء والموسيقى والعبث والتهريج المنظّم وخيال الظل والضحك والفن التشكيلي والتنكّر.

يشير إلى أن "ارتجاج" هو "ارتجاج في العقل الحالي، الذي يحصل للإنسان في التفكير والمفاهيم، وهو أيضاً ما يحدث حولنا حالة من الفوضى واللاوعي يقابلها تعطّش إلى الفهم الذي نفتقر إليه".

بالنسبة إلى ظروف العمل، يوضّح أبو شعالة "نشتغل في ظروف صعبة على المستوى المادي والإمكانيات وعملنا كثيراً لكي نستطيع إخراج العمل، صعب أن يكون هناك مسرح في دولة تمرّ بالظروف والأزمات هذه، رغم ذلك هذا ثاني عرض لي خلال عام، الأول كان "لعبة الاحتراق"، وشاركني فيه نفس شباب العرض الحالي مع آخرين جدد".

يقول إن "تجربة "ارتجاج" تقوم على الاشتغال على هؤلاء الممثلين وتطوير شخصياتهم وأدائهم، هناك شغف وحاجة في ليبيا إلى المسرح وهذا ما حفزّني لإخراج العرض، وقد ناقش الكثير من القضايا في البلاد بشكل سيميائي وعبثي في آن. حافظت على الهوية الليبية، حيث أن العرض باللهجة الليبية الصرفة والشكل والأسلوب والطرح. إنه عرض ليبي يقدّم رسالة إنسانية عامة حول قضايا قد تحصل في أي مكان".

المساهمون