"إشعاع": جمال ما لا نراه بأعيننا

14 فبراير 2018
(فيلم "إشعاع" لـ ناوومي كاواسي)
+ الخط -

تواصل "مؤسسة الدوحة للأفلام" تقديم برنامجها الجديد بعنوان "إصدارات معاصرة"، الذي أطلقته الشهر الماضي، ويهدف إلى عرض أحدث الأعمال لصنّاع الأفلام من المنطقة والعالم، والتي حظيت بإشادة النقاد، في مسرح "متحف الفن الإسلامي" خلال العام الحالي.

افتتحت الإصدارات بعرض فيلم "الجانب الآخر من الأمل" (2017) للمخرج الفنلندي آكي كاوريزماكي (إنتاج فنلندي-ألماني مشترك)، الذي يتناول قصة لاجئ سوري يصل فنلندا على متن سفينة شحن ويبدأ في مواجهة عالم جديد لا يعرفه هرباً من الجحيم الذي تركه وراءه.

عند السابعة من مساء غدٍ الخميس، يُعرض فيلم "إشعاع" (اليابان، فرنسا/ 2017) للمخرجة اليابانية ناوومي كاواسي (1969)، ويعرض قصة كاتبة شابة تعاني من بعض التعثّر في بداية مشوارها المهني، إلى أن يتم تعيينها لإعداد الوصف السمعي للأفلام السينمائية لكي يتمكّن المكفوفون من متابعة أحداثها، وييعاد عرضه في اليوم التالي.

"لا شيء أكثر جمالاً مما يختفي أمام أعيننا"، المقولة التي تخلص إليها بطلة العمل "ميساكو" بعد تعرّفها على مصور يدعى "ناكاموري" بدأ يفقد بصره تدريجياً، حيث تكون صلته إلى العالم فيرى من خلالها، بينما هو يساعدها على أن تطوّر كتابتها، لنكون إزاء رؤية تعتمد على المشاهدة المباشرة، وأخرى تذهب إلى إدراك ما لا نبصره.

يسرد لها ناكاموري ذكرياته وانطباعاته حول حياته التي عاشها، وهي توثّق ما يرويه لتكتشف معاني جديدة للأشياء التي ظنّت أنها كانت تألفها من قبل، واستعارته لغة فلسفية للحديث عما افتقده منذ زمن وابتكار مجازات تعيد تعريف العالم من حولنا، ما يقودنا إلى الإيمان بجوهر ما نحب ونفكّر ونفعل.

تميل أحداث العمل ورؤيته النهائية إلى بعد رومانسي في تصوير مفهوم الجمال الذي يكون بعيد المنال؛ أي في لحظة إحساسنا المكثّف به والمؤثر حين يغيب عنا، والذي أصبح حقيقة لدى ميساكو بعد رفقة طويلة مع المكفوفين في عملها، وهنا يتجسد معنى الإشعاع وصورته في الفيلم حيث الضوء يذهب أبعد من إنارته لمساحتنا الذي نتحرّك فيها في لحظتنا العابرة.

يشار إلى أن ناوومي كاواسي تخرّجت من "كلية أوساكا للتصوير" عام 1989، وقدّمت في بداياتها العديد من الأفلام القصيرة حول تاريخ عائلتها مثل "أنا أركز على ما يهمني"، و"قمر أبيض"، ثمّ أخرجت بعد ذلك العديد من الأفلام الروائية الطويلة؛ من بينها: "فاصوليا حلوة" (2015)، و"تشيري" (2012)، و"ستين ثانية من العزلة في السنة صفر" (2011)، و"زوّار" (2009)، و"غابة الحداد" (2007).

المساهمون