آمنت صاحبة "ألوان خصبة" (1986) التي تُكرّم عند السادسة والنصف من مساء اليوم في قاعة "ريو" في تونس في ذكرى رحيلها الأولى، بإبداعها وقدراتها على حجز مكانة لها في السينما العربية والأفريقية في فترة مبكرة، ما مكّنها من العمل منذ سبعنيات القرن الماضي كمساعدة لعدد من مخرجين البارزين، كما في فيلم "السحر" (1974) لـ كلود شابرول.
توالت بعدها فرص العمل مع المخرج الإيطالي فرانكو زيفرلي في فيلم "يسوع الناصري" (1977)، و"القراصنة" (1986) مع البولندي رومان بولانسكي، وكذلك مع الفرنسي سارج مواتي، ثم مع عدد من السينمائيين التونسيين، منهم: ناصر خمير ورشيد فرشيو وطارق بن عمّار، كما ساهمت في بعض التجارب السينمائية في المغرب.
كانت برناز من أولى المخرجات التي بدأت تشكّل عالمها الخاص إلى جانب سلمى بكار (1945) وناجية بن مبروك (1949)، واختارت بداية السينما التسجيلية والروائية القصيرة لتقدّم أطروحاتها الجريئة والمباشرة لعدد من القضايا التي لا تزال بعضها تُشغل المجتمع التونسي إلى اليوم.
يُعرض اليوم في حفل التكريم فيلمها الوثائقي "ليلة الدخلة" (1996)، الذي رسّخ من خطابها السينمائي الصادم نحو تحرّر المراة من قيود وخرافات اجتماعية متعدّدة، حيث ذهبت أبعد من ذلك في فيلمها الطويل الأول "كسوة.. الخيط الضائع" عام 1998، الذي أضاءت فيه على تقاليد الزواج في تونس وتكبيلها لأفراح الناس، لتقدّم بعد عشر سنوات فيلمها الطويل الثاني "شطر محبة" حول المساواة في الميراث بين الجنسين، وهو موضوع سجال في تونس هذه الأيام بعد اقتراح قانون في هذا الاتجاه الشهر الماضي على البرلمان.
حتى يوم رحيلها في الأول من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي إثر تعرّضها لحادث انفجار في قنوات الغاز في منزلها في تونس العاصمة، كرّست كلثوم برناز حياتها الفنية والشخصية خدمة للحراكات المنافحة عن الحريات العامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.