"العيادة المسرحية": ضحايا الكيمياوي على الخشبة

26 يوليو 2017
(مدينة حلبجة)
+ الخط -
يحاول الفنان المسرحي العراقي جبار خماط التخفيف من المعاناة والآثار النفسية والاجتماعية لدى ضحايا السلاح الكيمياوي في مدينة حلبجة الكردية في إقليم كردستان عبر مشروع "العيادة المسرحية" الذي يهدف إلى زرع الثقة بالنفس وإزالة الأفكار السلبية عبر ممارسة الفن المسرحي.

أكثر من مبادرة قدّمها مسرحيون عراقيون خلال السنوات الأخيرة لعلاج تداعيات الحرب لدى الضحايا في محافظات عديدة؛ من أبرزها "بنات بغداد" التي أخرجها باسم الطيب عام 2015 وجرى خلالها إعداد فتيات يمثلّن للمرة الأولى في عمل يتحدّث عن زواج القاصرات والتحرّش، والذي أسّس بدوره مركزاً متخصّصاً في هذا المجال، كما قُدّمت تجارب مختلفة في بعض مستشفيات الأمراض النفسية.

في حديثه لـ "العربي الجديد"، يقول خماط إن "العيادة المسرحية مشروع تطوعي يهدف تدريب ضحايا العنف والحروب الذين يعانون من الأذى النفسي وإعاقة التواصل مع الآخرين بسبب تراكم حالات الخوف وفقدان الثقة، على كيفية التخلص من الصدمات النفسية والاجتماعية عبر ممارسة المسرح، فضلاً عن إعداد مدرّبين من أهالي المناطق التي تعرّضت للأزمات من أجل استدامة المشروع، وهو ما حدث فعلاً في عدد من المدن العراقية".

وأوضح أن "آلية عمل العيادة المسرحية تتمّ من خلال تدريب المصابين على ممارسة فن التمثيل وتمكين قدراتهم التعبيرية وترسيخ أفكار ومبادئ الثقة بالنفس وصناعة المستقبل لديهم، وبعدها يضع المشاركون أفكاراً لعمل مسرحيات تعبر عن مواضيع تبث الأمل والثقة بالنفس لتقديمها إلى الجمهور".

خماط أشار إلى أن "العديد من الضحايا في كردستان مازالوا يعانون من حالات نفسية مثل الخوف والانعزال، وهم بحاجة كبيرة إلى المساندة النفسية والاجتماعية للتمكّن من الاندماج مجدداً في الحياة العامة".

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الشهداء بإقليم كردستان فؤاد عثمان لـ "العربي الجديد" أن "أغلب المصابين يعانون من أمراض الرئة والتنفس والعيون والجلدية، ويجري التركيز على معالجة هذه الحالات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوزارة تخطّط لإقامة مشاريع تهتم بالرعاية النفسية والاجتماعية للضحايا مستقبلاً".

دلالات
المساهمون