"فاطيمة": سينما التبشير بالاندماج

07 أكتوبر 2015
(لقطة من الفيلم)
+ الخط -

منذ تمظهر التطرف الديني في المجتمع الفرنسي عبر عمليات، مثل تولوز أو شارلي إيبدو، بات موضوع اندماج المهارجين في فرنسا أحد مشاغل النُخب. وبما أن العلميات التي ارتُكبت جرى تلبيسها على مغاربيين غالباً، صار هؤلاء النقطة التي تسلَّط عليها الأضواء.

طبعاً، تشتغل منظومة كاملة على هذا التوجّه بمختلف المستويات، إعلامياً وفكرياً وفنياً، وهذا ما يمكن أن نستشفّه من الدعاية التي حظي بها فيلم "فاطيمة" للمخرج الفرنسي فيليب فوكون، الذي يَخرُج اليوم إلى صالات العرض الفرنسية، بعد مشاركته في "كان السينمائي" 2015.

ليس فوكون ببعيد عن العوالم المغاربية، فقد وُلد في المغرب لأب فرنسي وأم إسبانية، سنة 1958. من خلال هذه الخاصية، يفسّر جزء من النقّاد مشواره الفني؛ حيث يُلاحَظ اهتمامه في معظم أعماله بالأقليات، سواءً العرقية أو غيرها كالمرضى. لعل اهتمامه بالمهاجرين المغاربيين يمكن تفسيره بهذه القراءة، باعتبارهم أقلية داخل المجتمع الفرنسي.

تناول فوكون المغاربيين، من قبل، في ثلاثة أعمال هي "الخيانة" (2005) و"سامية" (2000) و"عدم الاندماج" (2012) وهو فيلم ركّز فيه على نمو التطرف الديني في ضواحي باريس. من هنا، فإن "فاطيمة" هو خطوة ضمن مشروع.

يرصد الفيلم جيلين من المهاجرين في أسرة بلا أب، من خلال سرد قصة امرأة وابنتيها المراهقتين. الأم لا تتقن الفرنسية، فيما تقدّم ابنتاها نتائج دراسية جيدة (رمزاً للاندماج)، ما يبدأ في توليد تشاحن داخل الأسرة الصغيرة المنسجمة.

هنا يظهر تباين حاد للصورتين في العمل: المهاجر الذي اندمج والمهاجر الذي أخفق في ذلك، وهو تباين يمتد إلى ما أبعد من الفيلم. يبدو أن صورة نمطية للمهاجر المغاربي تنمو في أحشاء المشهد السينمائي الفرنسي.



اقرأ أيضاً: سفراء النوايا العالمية: مخرجون عرب على السجادة الفرنسية

المساهمون