"غرب مصر": أعمال فنية بعيداً عن النيل

"غرب مصر": أعمال فنية بعيداً عن النيل

27 ديسمبر 2022
(عمل لـ رانيا خلاف، من المعرض)
+ الخط -

تكاد تُختزل صورة مصر، على المستوى الأركيولوجي والعمراني والتاريخي، بمنطقة الدلتا وحوض النيل التي يتركّز فيها السواد الأعظم من السكّان، بينما يغيب الاهتمام بمساحات كبرى مثل الصحراء الشرقية وشبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية، التي تشكلّ حوالي 90% من مساحة البلاد.

مركزية النهر أتت لعوامل سياسية واقتصادية بشكل أساسي، ما تسبّب بتهميش تضاريس واسعة من البلاد وإهمال ثقافات مجتمعاتها التي نادراً ما يلتفت إليها الإعلام والمشهد الثقافي، بما تتضمّنه من أنماط بداوة أو اختلاف في كثير من العادات والتقاليد وحتى اللغة، حيث يتحدّث بعض سكّان الواحات الغربية الأمازيغية.

يُفتتح عند السادسة من مساء غدٍ الأربعاء، في "مركز الجزيرة للفنون" بالقاهرة، معرض " غرب مصر"، الذي يتواصل حتى الرابع من الشهر المقبل، بمشاركة حوالي أربعين فنّانةً وفنّاناً يقدّمون أعمالاً برؤى وتقنيات متنوّعة.

الصورة
(عمل لـ أمل نصر، من المعرض)
(عمل لـ أمل نصر، من المعرض)

يأتي المعرض نتاج عدّة ملتقيات ("الفرافرة للتصوير والرسم" في الوادي الجديد، و"ملتقى تونس للتصوير والرسم" في الفيوم، و"ملتقى سيوة" في مرسى مطروح)، وجميعها تحمل أسماء واحات وتجمّعات سكّانية في صحراء مصر الغربية، والتي لا يزيد مجموع القاطنين فيها عن مئتي ألف نسمة.

يشير الفنّان محمود المغربي، القائم العام على المعرض، إلى أن "الرصد البصري للإرث التراثي لصحراء غرب مصر، والذي تبنّته ’الهيئة العامة لقصور الثقافة’ على مدى أربع سنوات، هو بمثابة مشروع فنّي مستدام"، مضيفاً أن هذه "البعثات الفنية لا تقلّ أهمية عن البعثات الاستكشافية الأولى لمصلحة الآثار أو المساحة المصرية للأثريين والجيولوجيين في بدايات القرن الماضي".

ويقوم المشروع على إرسال مجموعات من الفنّانين ليرصدوا بصرياً مختلف البيئات في واحات الفرافرة (627 كم جنوب القاهرة) التي ذُكرت في نقوش الأسرة الفرعونية العاشرة، والفيوم التي تبعد أقلّ من مئة كيلو متراً عن العاصمة المصرية وتحتوي آثاراً ومحمّيات طبيعية، وسيوة (820 كلم جنوب غرب القاهرة) التي تسكنها قبائل أمازيغية وتحتوي آثاراً فرعونية وقلاعاً وأضرحة إسلامية.

من بين الفنانين المشاركين: أحمد عيد، وأحمد مجدي، وأسامة القاضي، وأمل نصر، وبدوي مبروك، وبيشوي زارع، وجمال الخشن، وحسام السواح، وحنفي محمود، وخشوع الجوهري، وداليا رفعت، ودعاء فاخر، ورانيا أنيس، ورانيا خلاف، ورشا سليمان، وصلاح المليجي، وطارق حواس، وعبير فوزي، وعلي سعيد.

إلى جانب علياء الجريدي، وعماد أبو زيد، وعمر بدران، وعمر عبد اللطيف، وفاطمة عبد الرحمن، ولينا أسامة، ومحمد الجنوبي، ومحمد خالد عمران، ومحمود سليمان، ومصطفى عبد المنعم، وممدوح القصيفي، ونسمة محرم، ونهى إلهامي، ونورهان يحيى، ونهال وهبي، وولاء فرج، ووليد قانوش، وهبة صالح.

المساهمون