سي تومبلي.. مشاهدات مغربية في معرض استعادي

سي تومبلي.. مشاهدات مغربية في معرض استعادي

29 مارس 2023
لوحة "وليلي" للفنان الأميركي سي تومبلي
+ الخط -

يُنظَر إلى تجربة التشكيلي الأميركي إدوين باركر (1928 - 2011)، المعروف باسم "سي تومبلي"، ضمن التيارات والاتجاهات التي برزت في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وبدت متمردة ومتخففة من كثير من الأعراف القديمة، وغلب على معظمها التجريد في تجاوزٍ لمفهوم محاكاة الطبيعية الذي تأسّس عليه الفن التشكيلي.

في إطار ينزع نحو الرومانسية، اقتبس تومبلي مقاطع من نصوص لشعراء من أمثال جون كيتس وريلكه وستيفان مالارميه ممزوجة برموز من أساطير وميثولوجيا قديمة، ضمّنها في كتاباته على الجدران وأعماله الغرافيتية ورسوماته بالزيت أو الرصاص أو أقلام الشمع.

حتى الثاني من حزيران/ يونيو المقبل، يتواصل في "حدائق الماجوريل" بمدينة مراكش (300 كلم جنوب الرباط) معرض "سي تومبلي، المغرب 1952 - 1953" الذي افتتح في الثاني من الشهر الجاري، بتنظيم مشترك بين مؤسستي "نيكولا ديل روسيو" و"سي تومبلي".

الصورة
من المعرض
من المعرض

يشير المنظّمون إلى أن الفنان الراحل تلقّى في خريف عام 1952، منحة دراسية من "متحف فرجينيا للفنون الجميلة"، وغادر للمرّة الأولى في حياته نيويورك متوجّهاً إلى أوروبا وشمال أفريقيا، حيث سيلتقي مواطنه الفنان روبرت راوشنبرغ (1925 - 2008)، أحد أبرز روّاد البوب آرت، في الدار البيضاء.

سافر الاثنان في تشرين الأول/ نوفمبر من تلك السنة إلى مراكش وجبال الأطلس، ثم إلى طنجة ومنها إلى تطوان حيث زارا الكاتب الأميركي المقيم فيها بول بولز، وقام ثلاثتهم برحلات يومية إلى القرى المجاورة بين الآثار الفينيقية والرومانية.

حين عاد تومبلي إلى روما في شباط/ فبراير 1953، بدأ برسم بعض القطع الأثرية التي شاهدها في المغرب، نقلاً عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها خلال جولاته بين العديد من المواقع الأثرية، وهو ما فعله أيضاً راوشنبرغ، حيث أقاما معرضاً مشتركاً ضمّ تلك الأعمال في "غاليري ستايبل" بنيويورك، بعد عدّة أشهر.

حملت رسومات تومبلي عناوين مدن وبلدات مغربية منها وليلي وتزنيت وورزازات وطنجة، كجزء من "كراسة رسم شمال أفريقيا"؛ التسمية التي أطلقها على دفتره الذي تضمن هذه الرسوم، ويبرز فيها اهتمامه بالثقافة الأمازيغية من خلال نقله لرموز ووشوم وعلامات تنتمي إليها.

يضمّ المعرض المجموعة المغربية التي تركها الفنان، وهي تتماثل إلى حد كبير مع أسلوبه الذي استمر حتى الستينيات في تصوير الأساطير القديمة في لوحات تجريدية، قبل أن ينتقل إلى رسم خطوط بيضاء رقيقة على قماش داكن لا تنتظم في أشكال واضحة تماماً.

المساهمون