استعراض كتب

01 يناير 2023
هاني علقم/ الأردن
+ الخط -

في نهاية السنة، بات إعلانُ الكتب المقروءة خلال العام مثل تقليد جديد يأخذ مكانه في ثقافتنا العربية. ومن اللافت أن بعضهم بات يتفنّن في الكشف عن الكتب التي قرأها فلا يقتصر على تقديم لائحة تتكوّن من عناوين، فينثرها أحدهم على الطاولة، ويعرضها آخر على رف، وتضعها أخرى متراصّة مثل عمود، وهناك من يختار مشهداً طبيعياً أو معمارياً ليجعل منه خلفية للائحته.

يبدو هذا التزيّن من قبيل ضرورات انتقالٍ في ممارسات القراءة، نفترض أنها غائصة في الوحدة والصمت والفردانية، فإذا هي قابلة للذوبان في صخب التكنولوجيا. هكذا، بنهاية السنة، كأن بعض القرّاء يقولون للبعض الآخر: لا تندهشوا، القراءة يمكن أن تكون مادة استعراضية. وإذا كانت الصلاة (حتى الصلاة) قابلة للتحوّل لاستعراض، فما بالنا بالكتب؟

شخصياً، ورغم المسافة النقدية من الظاهرة، أكاد أتوقف عند كل قارئ يستعرض قائمة الكتب التي قرأها. هو نوع من الفضول الذي تشبعه باستمرار منصات التواصل الاجتماعي. كل اطلاع على قائمة هو احتكاك جديد بكتب سبق أن قرأتُها، أو هي فرصة للتعرّف على كتب يمكن أن أقرأها. في كل لائحة كتب هناك فائدة ما، وما قراءة النصوص إلا محاكاة لانهائية لقرّاء سبقونا إليها.

من المؤكّد أن ما تلقي به منصات التواصل الاجتماعي من لوائح كتب ليست أبداً أجمل اللوائح. ذلك أنه من النادر أن يستعرض الراسخون في القراءة ما مرّ عليهم من كتب. ليتهم يفعلون، لكنهم الأكثر شكّاً بما قرأوا، وما فائدة معرفة يمكن أن تختزل في استعراض أغلفة وعناوين؟ 

المساهمون