"متاحف قطر" تكشف عن برنامجها للخريف المقبل

01 يوليو 2022
"متحف الفن الإسلامي" في الدوحة (Getty)
+ الخط -

تطرح "هيئة متاحف قطر" في خريف هذا العام تصوّراً شاملاً لـ"متحف الفن الإسلامي"، الذي افتُتح عام 2008، كما تقدّم ثمانية من المتاحف وقاعات العروض برنامجاً هو الأكبر في البلاد، إضافة إلى معارض حول المتاحف الجديدة قيد الإنشاء.

وذكر بيانٌ لـ"متاحف قطر"، أمس الخميس، أن البرنامج سيبدأ في أيلول/ سبتمبر المقبل، مع استمرار للمعارض حتى عام 2023، ومن ذلك إعادة افتتاح "متحف الفن الإسلامي" في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، الذي أُعيد تصوّره وتركيبه بشكل شامل. هذا المعلم الشهير في قلب الدوحة، الذي صممه المهندس المعماري الأميركي ـ الصيني آي إم بي (1917 - 2019)، سيقدّم مجموعته في محتوى تفسيريّ جديد تماماً، وذلك بحسب الموضوعات، للتفاعل مع جمهوره على الصعيدين المحلّي والدولي. وسيشمل أيضاً توجّهاً عائلياً جديداً.


متحف مفتوح

يترافق هذا مع برنامج واسع من المعارض التي ستحتضنها ثمانية متاحف إضافة إلى العديد من قاعات عرض في الدوحة.

ففي الوقت الذي تستعد فيه قطر لاستضافة كأس العالم قطر 2022، تعمل "متاحف قطر" أيضاً على تحويل مناظر البلاد إلى متحف فني كبير في الهواء الطلق، مع تركيب أكثر من 40 عملاً فنياً عاماً جديداً تحت التكليف، بحلول خريف 2022، في جميع أنحاء العاصمة والبلاد، في فضاءات عامة متنوعة، تضم الحدائق، وأماكن التسوق، والمرافق التعليمية والرياضية، و"مطار حمد الدولي"، ومحطات المترو، وكذلك الملاعب المختارة لاستضافة ألعاب كأس العالم.

كما تحتفي متاحف قطر في خريف 2022 بثقافات أكثر من 20 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. وتشمل المعارض: "العلاج بالتأمّل.. العمالة غير المرئية" للفنانة والكاتبة القطرية الأميركية صوفيا الماريا (1983). ويسلّط المعرض الضوء على أهمية سرد القصص والسرد التأمّلي كاستراتيجيات للبقاء والخيال واستعادة القصص.

معرضٌ حول كأس العالم يأتي في شوطين، مثل مباراة كرة قدم

وسيحتفي فضاء "مطافئ: مقرّ الفنانين" بالمواهب الشابة محلّياً وإقليمياً، وذلك في معرض "مجاز: الفن المعاصر ــ قطر". وسيشهد معرض الإقامة الفنية للخرّيجين احتفالاً في "مطافئ" بمناسبة مرور خمس سنوات من برنامج الإقامة الفنية، داعياً 14 خريجاً من الإقامة الفنية للمشاركة في برنامج مدّته ستة أشهر، لإبداع أعمال جديدة لهذا المعرض.

وسيشهد المعرض أيضاً مشاركة 25 خريجاً من برنامج الإقامة الفنية، حيث سيعرضون أعمالاً في مجالات متنوعة، تضم الرسم، والنحت، والوسائط الجديدة، كما سيستكشفون مختلف وجهات النظر والأفكار، للكشف عن المفاهيم الشخصية والثقافية والعالمية.

أمّا معرض "حياة الترحال"، فيستكشف من منظور جديد حياة الرعاة الرحَّل وشبه الرحَّل في ثلاث مناطق متميزة: الصحراء الوسطى وقطر ومنغوليا، وكيف أنشأت هذه المجموعات حياة اجتماعية غنية وذات مغزى وحافظت عليها وشكلت أنماطاً ثقافية عميقة في بيئات مليئة بالتحديات. ويسلّط المنظّمون ضوءاً جديداً على القضية من خلال مجموعة غنية من القطع والصور التاريخية ولقطات أرشيفية من مجموعات "متحف قطر الوطني" ومجموعات "متاحف قطر" الأخرى، إلى جانب القطع المُعارة من المتاحف الدولية، بما في ذلك "متحف منغوليا الوطني"، و"متحف دو كيه برانلي" في باريس، و"متحف العالم" في فيينا، من بين جهات مختلفة أخرى.

بدوره، يسلّط معرض "اكتشف الجزيرة" الضوءَ على أبرز المحطّات في رحلة شبكة "الجزيرة" الإعلامية خلال ربع قرن، منذ بدأت بقناة تلفزيونية وحيدة إلى أن أصبحت اليوم ظاهرة إعلامية عالمية التأثير. يتضمّن المعرض أقساماً تفاعلية، مثل "تجربة الاستوديو"، التي يمكن للزوار من خلالها معايشة أجواء البثّ التلفزيوني، وقسم "الجزيرة الافتراضية" ، الذي تُستخدم فيه تقنيات إنتاج الواقع الافتراضي والمعزَّز.


عالم كرة القدم

في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، تستضيف قطر بطولة كأس العالم 2022، وهي المرّة الأولى التي يستضيف فيها الشرق الأوسط أكبر بطولة كرة قدم في العالم. يحتفي معرض "عالم كرة القدم" التابع لـ"متحف قطر الأولمبي والرياضي" بهذه المناسبة التاريخية. وعلى منوال مباراة كرة القدم نفسها، فإن العرض سيتمّ على شوطين، يحمل الأوّل عنوان "كرة القدم للجميع، والجميع لأجل كرة القدم". أمّا النصف الثاني، "الطريق إلى الدوحة"، فيتتبّع الرحلة الطويلة إلى نسخة هذا العام من كأس العالم في قطر، من المباريات الأولى للبطولة في الأوروغواي عام 1930، إلى المباراة النهائية في ملعب "لوسيل" يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر 2022.


بين فلسطين وبغداد

"دوام الحال من المحال" سيكون عنوان معرض للفنان الفلسطيني تيسير بطنيجي (غزة، 1966). من خلال تقديمه في خضمّ سياق عالمي لانعدام اليقين الاجتماعي والهشاشة التي اتسمت بها الروايات التاريخية، فإن معرض بطنيجي يمثّل مساحة من الأعمال الفنية في قالب حواري، ويعرض إنتاجات ونسخاً من أعماله التي أنجزها بين عامي 1997 و 2022. خلال هذه الفترة، كان الفنان يعيش في فرنسا، غير أن تأملاته حول فلسطين كانت تغلب على حياته وأعماله. بدوره، يحمل معرض "غزل العروق: حياكة التاريخ الفلسطيني" الزوّار في رحلةٍ لاستكشاف التطريز بارتباطه بالبُنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمراحل المُختلفة التي أُنتجَ خلالها.

يفكّك المعرض رموز الثوب الفلسطيني، ويستكشف التطريز الفلسطيني بعلاقته مع النوع الاجتماعي والعمل والسلع والطَبقات الاجتماعية، مُتتبعاً تحوّلاته من ممارسةٍ ذاتية مدفوعة بالحبّ، إلى رمز وطني، ثم لاحقاً إلى مُنتج يُتداول في الأسواق العالمية، وخائضاً في صيرورةٍ تُدلّل على مراحلَ مُختلفةٍ من التاريخ الفلسطيني المُعاصر.

وفي إطار العام الثقافي أيضاً، يحتفي معرض "بغداد ـ قرّة العين" بالعاصمة العراقية التي تُعَدّ من أهمّ وأكثر المدن تأثيراً في التاريخ الإسلامي. يسلّط المعرض الضوء على تراث بغداد العريق كعاصمة للخلافة العبّاسية (750 – 1258)، وكذلك في القرن العشرين، حيث شهدت المدينة فترة جديدة من الازدهار، رافقت اكتشاف النفط.


قيد العمل

وتحتضن "متاحف قطر" معرضاً خاصّاً في "غاليري الرواق"، يكشف عن متحف جديد من تصميم شركة "هيرتسوغ ودي مورون"، والذي هو حالياً في مرحلة التطوير في مدينة لوسيل. سيستعين المتحف الجديد بمجموعة من الفن الاستشراقي، والقطع الأثرية، والوسائط المُستخدمة من عصور ما قبل التاريخ إلى القرن الحادي والعشرين.

بدوره، يعلن معرض "مطاحن الفن 2030" عن المتحف المستقبلي للفن العالمي الحديث والمعاصر الذي تُنشئه "متاحف قطر" في الدوحة. سيضمّ المتحف، المزمع افتتاحه عام 2030، مجموعة استثنائية وعالمية بالكامل، تمّ تشكيلها على مدار الأربعين عاماً الماضية، وتشمل أعمالاً متعدّدة التخصصات، تتّسم بتنوعها، ويمتدّ تاريخها من عام 1830 حتى وقتنا الحاضر.

المساهمون