"الجريمة في باريس": من الشارع إلى الرواية

12 مارس 2021
من رسمة في رواية بوليسية لأغاثا كريستي
+ الخط -

هل الشخصيات الأدبية الشهيرة ضمن أدب الجريمة والأدب البوليسي، مثل فيدوك وأرسين لوبين، كانت من وحي الخيال تماماً أم أن لها جذوراً واقعية؟ يظل هذا السؤال مفتوحاً لا يقف الباحثون عن إجابة محدّدة له، ولكنهم في كل مرّة يعودون إليه.

بداية من الحادية عشر من صباح يوم غد السبت، ينظّم متحف "در إي ديستوار" الفرنسي محاضرة افتراضية يقدّمها الباحث غونزاغ دي برونوف بعنوان "الجريمة في باريس خلال القرنين التاسع عشر والعشرين" ويتناول فيها تاريخ الجريمة من خلال أثرها في مثلث: الصحافة والفن التشكيلي والرواية.

يشير تقديم المحاضرة إلى أنها تهدف إلى وضع تقاطعات بين مفهومي التاريخ الكبير، والذي يتضمّن التاريخ السياسي وتاريخ الفن وتاريخ الأدب، والتاريخ الصغير وهو تاريخ الناس العاديين في يومياتهم. يرى دي برونوف أن الجريمة، وخصوصاً الجرائم المتسلسلة، تمثل قناة ربط بين التاريخين، فظهور هذا النوع من الجرائم في الحياة الاجتماعية العادية يلفت نظر الفنانين والروائيين، ناهيك عن الصحافيين - وبالتالي يجعلون له أثراً في مدوّناتهم.

يتقاطع موضوع محاضرة دي برونوف مع عمل بحثي صدر مؤخراً بعنوان "ولادة الرواية البوليسية الفرنسية" لـ إلزا دولافيرني، وفيه تثبت أن الجريمة التي دارت فصولها في الواقع تمثّل القادح الذي أطلق جنساً أدبياً كاملاً، نافية بذلك الاعتقاد بأن منظري الأدب هم من يشكّلون ملامح جنس أدبي.

ترى دولافيرني أن ظهور أدب بوليسي كان محطة ثالثة سبقها عاملان؛ الأولى تضخّم المدن إثر الثورة الصناعية في فرنسا وبريطانيا، وهو ما أتاح فضاء يمكن فيه انتشار الجريمة كظاهرة اجتماعية كبرى، كان من الضروري أن تنعكس في الأدب وهو ما تحقّق في النصف الثاني من القرن 19، ومنذ ذلك الوقت أصبح الأدب مرآة للجريمة ومؤرّخاً لها.

المساهمون