الأخطر في انقلاب زيمبابوي هو عجز المعارضة الحزبية والشعبية عن حسم معركتها مع الحاكم المستبد، كما حال الأنظمة الشمولية، ومن ثم بقاء الجيش في صدارة مشهد التغيير، من دون منافس.
خطبة الجمعة التي يريدونها أقرب إلى بيان وزارة الداخلية، وبدلاً من أن يكون الخطاب الديني استناداً لمنهج أهل السنة والجماعة، كما هو المفترض، نتحول إلى خطاب ديني مستأنس، يُقاد ولا يقود، على منهج أمن الدولة والرئاسة.
لا يحترم العلمانيون والليبراليون في بلادنا إلا الديمقراطية التي تأتي بهم إلى السلطة، على الرغم من أن الديمقراطية علمانية المولد والمنشأ، أي أنها اختراع غربي علماني، إلا أنهم أول من خرجوا عليها، فاخترعوا ديمقراطيةً على المقاس، وحسب الهوى.
دماؤهم طاهرة ونقية، ودماؤنا نحن المسلمين في البوسنة وأفغانستان والعراق وفلسطين ومالي وإفريقيا الوسطى وماينمار مستباحة، ولا قيمة لها، لأنها هانت على أصحابها، فهانت على أعدائها.
نظام السيسي تعمّد توريط مصر في فخ التوقيع على إعلان مبادئ وثيقة سد النهضة مع الجانب الأثيوبي، حتى لا يمكن التراجع، ثم ندخل في مفاوضات بعد ذلك، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى لولزم الأمر الموافقة على توصيل المياه إلى إسرائيل.
لا أجد تعبيراً يتناسب مع تناقضات حركة 6 إبريل سوى المصطلح الساخر الذي كانت تطلقه الحركة على "الإخوان" عندما يرفضون مشاركتهم في بعض الفعاليات على طريقة "الإخوان باعونا في محمد محمود"، لتصبح أن "حركة 6 إبريل باعونا في 25 يناير".
جاء بيان حركة 6 أبريل مستفزاً، حيث اعتبر رِدة أخلاقية للحركة، لأنه بلا طعم ولا لون ومائع الفكرة والمضمون، ولا يخدم سوى سلطة الانقلاب، بل وكُتب لإنقاذ النظام من الغرق الوشيك، خشية تصدر الإسلاميين مشهد الحكم مرة أخرى.
شهدت مصر رِدة قوية بعد انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، في كل شيء، وعلى كل المستويات، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً، بهدف ترسيخ عسكرة المجتمع، شعباً ومؤسسات، بما يضمن ديمومة الحكم العسكري، حتى آخر مواطن مصري، وتأميم الحياة لصالح فصيل حاكم واحد.
الثورات في غالبيتها يصنعها الشرفاء ويسرقها الأوغاد، فأينما اجتازت الأمة معركة الوعي، فثَم النصر والتمكين والخلاص من الانقلاب، فضلاً عن كل أشكال الظلم والقهر والقمع والاستبداد والطغيان والفساد، فالمستبد يحكم بالفوضى، ويبقي بنشر الجهل وتزييف الوعي، ويتغذى بإشاعة الفتنة والكراهية،
المثير للغثيان ليس فيما حدث للشيخ جبريل من منعٍ للصلاة في كل مساجد مصر، وحتى منعه من السفر، فذلك ليس جديداً، لكن في اغتيال شخصية الرجل على هذا النحو الخسيس المنقطع النظير