ما زلنا في لبنان نكتب الحربَ ونحن لم نبتعد عنها فعلاً، وما زالت أجواؤها حاضرةً فينا، ماثلةً أمامنا، في الحجر كما في البشر. فلا البشر اتّعظوا، ولا الحجر سلم.
لماذا نخدع أطفالنا ونُخفي عنهم أمور الموت، بدلاً من أن نعدّهم له، لأنه مقبل لا محالة، ولا ندري موعداً له، فهو مآلنا جميعاً مهما استترنا واختبأنا وموّهنا؟
كان أنطوان كرباج، نجم المسرح والتلفزيون بلا منازع، بطل مسلسلي "البؤساء و"بربر آغا"، والقائد الروماني في "بترا" للرحابنة وفيروز، وكانت أمّي مشروعاً غامضاً لممثلة
تؤكد الدراسات العلمية أن تأثيرات الصدمة: الحرب، الإبادة، المجازر، التعذيب، الاغتصاب...، تؤثّر في جيناتنا وتنتقل عبر الحمض النووي، إلى عدّة أجيال متعاقبة.
لن نتساءل حتى أين يكمن الشرّ، نحن حتى لن نضطر إلى النبش والحفر والتنقيب، لأنه ظاهر ومباشر ومعلن لا طبقات تحول بيننا وبينه، لا ستائر تخفيه، لا صناديق، لا أقفال.
الشعور بالذنب، الذي نعتقده ذاتياً وحميماً، ومن عادته أن يضرب في الموضع الأكثر إيلاماً، ليس خاصيّةَ بعض الأفراد فحسب، بل هو قاسم مشترك يصيب مجتمعات بأكملها.