أسعار النفط نحو المجهول

أسعار النفط نحو المجهول

31 ديسمبر 2014
"أوبك" مصرة على عدم خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط(أرشيف/Getty)
+ الخط -
لم تمر أسعار النفط في السوق العالمي بحالة من الغموض خلال السنوات الماضية، بأكثر مما هي عليه الآن، فوصول أسعار النفط أمس إلى57 دولارا لبرميل برنت، و53 دولارا للخام الأميركي، لا يعني سوى أن حرق أسعار النفط، يمثل أقوى أوراق الحرب الاقتصادية الدائرة بين أميركا وأوروبا من جهة، وروسيا من جهة أخرى.
وعلى ما يبدو فإن مستقبل أسعار النفط في السوق الدولية سيظل رهن حالة التشاؤم، وسيشهد المزيد من الانخفاض، أو على الأقل ستستمر الأسعار الحالية المنخفضة لفترة طويلة، ولا يؤمل لأسعار النفط أن تشهد تحسنًا خلال النصف الأول من عام 2015، إلا إذا تغيرت قواعد الحرب الاقتصادية القائمة من طرف أميركا وأوروبا ضد روسيا.
وعلى ما يبدو فإن روسيا ستواجه هذه الحرب لوحدها، فالصين التي كان يعتقد أنها ستمثل ظهيرًا لروسيا، اتضح الأسبوع الماضي أنها حريصة على مصالحها الاقتصادية الأكثر ارتباطًا مع أميركا وأوروبا، حيث تمثل الصادرات الصينية لأميركا وأوروبا نسبة 30% من إجمالي صادراتها للعالم.
هذه المصلحة جعلت أحد المسؤولين الصينيين يصرح بأن الصين ستقف بجوار روسيا ولكن في حدود إمكاناتها، وبلا شك فإن هذه الإمكانات محدودة، في ضوء استنزاف النفط والغاز الروسيين بأقل الأسعار، أما دون ذلك فلا. فمصلحة الصين الاقتصادية، تجعلها على الحياد في أقل تقدير من هذه الحرب الاقتصادية، إن لم تتخل تمامًا عن روسيا إذا لزم الأمر.
ومما يزيد من حالة الغموض حول أسعار النفط في السوق العالمي، أن التراجع الحادث في إنتاج النفط بليبيا، أتى بصورة عكسية، فبدلًا من أن ترتفع الأسعار لنقص المعروض، أو على الأقل تبقى الأسعار على ما هي عليه بحدود 60 دولارا للبرميل، هوت اليوم إلى 57 دولارا للبرميل، وثمة توقعات بمزيد من الانخفاض، في ظل دخول أوروبا وشرق آسيا في إجازات نهاية العام.
وتبقى "أوبك" كيانًا هزيلًا لا يحرك ساكنًا أمام هذا الانهيار الكارثي، ولكن على ما يبدو فإن تصريح وزير النفط السعودي بأنهم لن يتدخلوا في أسعار النفط، ولو وصلت إلى 20 دولارا، سيكون له نصيب من الصحة على جانبين، الأول عدم التدخل واستمرار نزيف الأسعار، والثاني اتجاه هبوطي في أسعار النفط حتى تلامس سعر 20 دولارا للبرميل.
ويظل موقف أوبك تجاه استمرار الإنتاج في ظل انخفاض الأسعار موضع استفسارات عدة، تجعل المحلل الاقتصادي يفقد عقله، وبلا شك فإن استمرار إنتاج أوبك عند هذه الأسعار المنخفضة ليس أكثر من تبديد للموارد.

المساهمون