مأزق الدول النفطية

مأزق الدول النفطية

12 سبتمبر 2014
50 مليون برميل نفط عائمة في البحار (أرشيف/Getty)
+ الخط -
على مدى السنوات الماضية، كانت التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع أسعار النفط لسنوات، وبنى الجميع توقعاته على عدة أمور، منها زيادة الإقبال المتوقع على النفط، خاصة من الصين والهند ودول شرق آسيا وأميركا اللاتينية تشهد اقتصاداتها معدلات نمو عالية، بالإضافة إلى أن توقف أميركا عن استيراد النفط الخام واعتمادها على نفطها الصخري لن يتم في المستقبل القريب لتكلفة الاستخراج العالية البالغة مائة دولار للبرميل.
كما أن الصراع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في العراق وسورية وليبيا، يمكن أن يؤثر سلبا على إنتاج النفط.
لكن ما حدث في الأيام الماضية من تراجع سعر برميل النفط إلى ما دون مستوى مائة دولار، وهو أدنى سعر منذ 17 شهراً، جعل المتابعين لسوق النفط يتشككون في الفرضيات السابقة المتعلقة باستمرار ارتفاع الأسعار، وتساءل كثيرون عن أسباب انخفاض الأسعار مع قرب موسم الشتاء في أوروبا، وتأثر إنتاج دول نفطية كبرى، منها ليبيا والعراق، وتهديد "داعش" لدول رئيسية منتجة للنفط؟ بل إن المعلومات تقول إن هناك سفنا تحمل 50 مليون برميل تقف في المياه الدولية بحثا عن مشترين، وهو ما يعنى زيادة المعروض.
هناك تفسيرات عدة، لهذا التراجع منها دخول كردستان العراق، وتنظيم "داعش" سوق تصدير النفط، وبقوة، وإنعاشهما السوق السوداء بكميات يتم بيعها خارج منظومة أوبك وبأسعار مغرية وتقل عن 50 دولاراً للبرميل.
كما أن عودة ليبيا لإنتاج النفط وتصديره ساهمت في خفض الأسعار. صحيح أن الإنتاج لم يصل إلى مستوى ما قبل الثورة الليبية البالغ 1.5 مليون برميل يومياً، لكن الحكومة تسعى لتسويق تسعة ملايين برميل متكدسة في الموانئ.
وبغض النظر عن أسباب تراجع أسعار النفط، فإن دول الخليج قد تشعر بالقلق الشديد من هذه الخطوة في ظل اعتماد أكثر من 90% من موازنات هذه الدول على تصدير النفط. وربما يفسر ذلك خروج وزيري النفط السعودي والكويتي، أمس، لطمأنة الأسواق عبر التأكيد على أن انخفاض الأسعار كان متوقعاً ولا يدعو للقلق.

المساهمون