لم تسعَ إلى شهرة. ربما خافت العالمية الصينية يويو تو على نفسها، بعد فوزها بجائزة "نوبل"، بعدما بلغت عامها الـ 85. هي بخير، وقد أنقذت الملايين من الموت بالملاريا.
حين سُئِلت العالمة الصينية يويو تو عن شعورها بعدما مُنحت جائزة نوبل الطب لهذا العام، قالت: "غدوتُ كبيرة جداً في السن لتحمّل أمر كهذا". إعلان الخبر كان بمثابة اعتراف بباحثة ناضلت كثيراً، وتركت عائلتها لبعض الوقت لإتمام دراساتها، الأمر الذي أثّر على ابنتيها اللتين أنجبتهما بعدما أتمت الخامسة والثلاثين من عمرها.
بعد إعلان فوزها، كتب أحد مواطنيها على حسابه على "تويتر": "أخيراً التفتوا إليها". هذه المرأة منحت نصف الجائزة لاكتشافاتها المتعلقة بعلاج جديد لمكافحة مرض الملاريا. فيما تقاسم النصف الثاني من الجائزة وليام كامبل الإيرلندي الأصل، والياباني ساتوشي أومورا، لاكتشافاتهما بشأن علاج جديد ضد الالتهابات الناجمة عن طفيليات الديدان الأسطوانية.
حصل الأمر حين بلغت تو الـ 85 من عمرها. سعدت بالجائزة، وإن كانت قد قالت لإحدى المجلات الصينية عام 2007، إنها لم تهب حياتها للطب من أجل عناوين الصحف، مؤكدة أنها لم تسع إلى الشهرة.
مع ذلك، اشتهرت تو، وقد ساهمت في إنقاذ ملايين الأرواح. كانت لحظة بالغة الأهمية في حياتها، حين أثبتت أنه يمكن علاج المرض. قالت عنها: "بالطبع، كانت لحظة سعيدة في مسيرتي كباحثة". وقبل "نوبل"، كانت قد منحت جائزة ألبرت لاسكر للأبحاث الطبية الأساسية عام 2011. هذا التكريم دفع مسؤولين في الحزب الشيوعي في محافظة تشجيانغ التي ولدت فيها، للاهتمام بالبيت الذي أمضت فيه طفولتها.
اقرأ أيضاً: حائز "نوبل للسلام": أنفقوا على المدارس بدلاً من السلاح
ويبدو أن تو، وهي الصينية الأولى التي تحصل على جائزة نوبل، وتحمل الرقم 12 أيضاً ضمن قائمة النساء الفائزات بالجائزة، تؤمن بصدفة كان لوالدها دور فيها. الأخير استوحى اسمها من أحد كتب الشعر، فكانت يويو التي ترمز إلى نبتة. ولطالما اعتقدت أن هناك رابطاً بين اسمها وما حققته، بعدما استعانت بالعلاجات الصينية التقليدية التي تعتمد على الأعشاب.
صحيفة صينية أشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أطلقت حملة عام 1998، هدفت إلى تقليص نسبة الموت نتيجة الإصابة بالملاريا إلى النصف خلال عشر سنوات. في المقابل، كانت التقديرات في ذلك الوقت تشير إلى أن نسبة الإصابة كانت سترتفع إلى نحو 120 في المائة. الصحيفة تتساءل عن عدد الأرواح التي كان يمكن إنقاذها في حال استغلال العلاج أثناء حكم ماو تسي تونغ (زعيم الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1935 وحتى وفاته عام 1976)، قبل نحو 40 عاماً.
كانت البداية في 21 يناير/كانون الثاني عام 1969، حين حمّل ماو تسي تونغ عالمة تبلغ من العمر 39 عاماً تنتمي إلى مقاطعة تشجيانغ، المسؤولية الأكبر في حياتها. كان على الباحثة في أكاديمية الطب الصيني التقليدي في بكين العثور على الدواء الذي يكافح الملاريا. تقول إنه "كان العمل في سلّم أولوياتي. كنت على استعداد للتضحية بحياتي في سبيله". وتجدر الإشارة إلى أن هذه الباحثة ولدت عام 1930، والتحقت بجامعة بكين للطب، وتخرّجت من قسم علم الأدوية، لتنتقل إلى أكاديمية الطب الصيني التقليدي.
اقرأ أيضاً: حائزات "نوبل": لننزع الحصانة عن المغتصبين
خلال عام 1969، جنّدت للعمل ضمن مشروع طبي سري حمل الرقم 523، علماً أنه كانت قد أُنشئت وحدة قبل نحو عامين، وتحديداً في 23 مايو/أيار عام 1967، بهدف إيجاد وسيلة للحد من انتشار الملاريا، ذلك المرض الذي كان يفتك بالقوات الفيتنامية الشمالية الحليفة للصين. أرسلت تو إلى هاينان، وهي جزيرة استوائية قبالة الساحل الجنوبي للصين، التي كانت تعاني بسبب انتشار المرض. تقول: "رأيت أطفالاً كثيرين وقد أصيبوا بهذا المرض"، نقلاً عن صحيفة "ذي غارديان" البريطانية. وعام 2011، قالت لمجلة "نيو ساينتست" إن هؤلاء الأطفال قتلوا بسرعة كبيرة.
بدأت تبحث في المخطوطات الصينية القديمة، ووجدت عشبة "كينغهاو" (كما يطلق عليها بالصينية)، والتي تستخدم لعلاج الملاريا. وتمكنت مع فريقها من الباحثين، من تحديد المركّب الذي يهاجم الطفيليات المسببة للملاريا، أي أرتيميسينين. لم تكتفِ بتجريب العلاج على الحيوانات، بل جرّبته على نفسها، لتؤكد أنه آمن للبشر. هذا المركّب ساهم في مكافحة الملاريا في أفريقيا وآسيا، وأدى إلى إنقاذ ملايين الأرواح.
يقول أطباء صينيون إن هذه الجائزة هي "بمثابة تقدير للطب التقليدي". ويسأل عالم الأدوية الصينية الشعبية هو شين: "في المستقبل، كيف يمكن للناس أن يقولوا إن الطب الصيني ليس علمياً؟".
إقرأ أيضاً: طبيب أميركي يعتني بآلاف المرضى في جبال النوبة
مع ذلك، اشتهرت تو، وقد ساهمت في إنقاذ ملايين الأرواح. كانت لحظة بالغة الأهمية في حياتها، حين أثبتت أنه يمكن علاج المرض. قالت عنها: "بالطبع، كانت لحظة سعيدة في مسيرتي كباحثة". وقبل "نوبل"، كانت قد منحت جائزة ألبرت لاسكر للأبحاث الطبية الأساسية عام 2011. هذا التكريم دفع مسؤولين في الحزب الشيوعي في محافظة تشجيانغ التي ولدت فيها، للاهتمام بالبيت الذي أمضت فيه طفولتها.
اقرأ أيضاً: حائز "نوبل للسلام": أنفقوا على المدارس بدلاً من السلاح
ويبدو أن تو، وهي الصينية الأولى التي تحصل على جائزة نوبل، وتحمل الرقم 12 أيضاً ضمن قائمة النساء الفائزات بالجائزة، تؤمن بصدفة كان لوالدها دور فيها. الأخير استوحى اسمها من أحد كتب الشعر، فكانت يويو التي ترمز إلى نبتة. ولطالما اعتقدت أن هناك رابطاً بين اسمها وما حققته، بعدما استعانت بالعلاجات الصينية التقليدية التي تعتمد على الأعشاب.
صحيفة صينية أشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أطلقت حملة عام 1998، هدفت إلى تقليص نسبة الموت نتيجة الإصابة بالملاريا إلى النصف خلال عشر سنوات. في المقابل، كانت التقديرات في ذلك الوقت تشير إلى أن نسبة الإصابة كانت سترتفع إلى نحو 120 في المائة. الصحيفة تتساءل عن عدد الأرواح التي كان يمكن إنقاذها في حال استغلال العلاج أثناء حكم ماو تسي تونغ (زعيم الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1935 وحتى وفاته عام 1976)، قبل نحو 40 عاماً.
كانت البداية في 21 يناير/كانون الثاني عام 1969، حين حمّل ماو تسي تونغ عالمة تبلغ من العمر 39 عاماً تنتمي إلى مقاطعة تشجيانغ، المسؤولية الأكبر في حياتها. كان على الباحثة في أكاديمية الطب الصيني التقليدي في بكين العثور على الدواء الذي يكافح الملاريا. تقول إنه "كان العمل في سلّم أولوياتي. كنت على استعداد للتضحية بحياتي في سبيله". وتجدر الإشارة إلى أن هذه الباحثة ولدت عام 1930، والتحقت بجامعة بكين للطب، وتخرّجت من قسم علم الأدوية، لتنتقل إلى أكاديمية الطب الصيني التقليدي.
اقرأ أيضاً: حائزات "نوبل": لننزع الحصانة عن المغتصبين
خلال عام 1969، جنّدت للعمل ضمن مشروع طبي سري حمل الرقم 523، علماً أنه كانت قد أُنشئت وحدة قبل نحو عامين، وتحديداً في 23 مايو/أيار عام 1967، بهدف إيجاد وسيلة للحد من انتشار الملاريا، ذلك المرض الذي كان يفتك بالقوات الفيتنامية الشمالية الحليفة للصين. أرسلت تو إلى هاينان، وهي جزيرة استوائية قبالة الساحل الجنوبي للصين، التي كانت تعاني بسبب انتشار المرض. تقول: "رأيت أطفالاً كثيرين وقد أصيبوا بهذا المرض"، نقلاً عن صحيفة "ذي غارديان" البريطانية. وعام 2011، قالت لمجلة "نيو ساينتست" إن هؤلاء الأطفال قتلوا بسرعة كبيرة.
بدأت تبحث في المخطوطات الصينية القديمة، ووجدت عشبة "كينغهاو" (كما يطلق عليها بالصينية)، والتي تستخدم لعلاج الملاريا. وتمكنت مع فريقها من الباحثين، من تحديد المركّب الذي يهاجم الطفيليات المسببة للملاريا، أي أرتيميسينين. لم تكتفِ بتجريب العلاج على الحيوانات، بل جرّبته على نفسها، لتؤكد أنه آمن للبشر. هذا المركّب ساهم في مكافحة الملاريا في أفريقيا وآسيا، وأدى إلى إنقاذ ملايين الأرواح.
يقول أطباء صينيون إن هذه الجائزة هي "بمثابة تقدير للطب التقليدي". ويسأل عالم الأدوية الصينية الشعبية هو شين: "في المستقبل، كيف يمكن للناس أن يقولوا إن الطب الصيني ليس علمياً؟".
إقرأ أيضاً: طبيب أميركي يعتني بآلاف المرضى في جبال النوبة