وسط شكوك حول الدولار.. التجار يراهنون على اليورو خلال العام الجاري

17 يناير 2018
توجه نحو المضاربة على اليورو (Getty)
+ الخط -
تراهن صناديق التحوط العالمية وتجار العملات على اليورو، التي حققت أفضل أداء بين عملات الاقتصادات العشرة الكبرى.

ووسط هذه المضاربات المحمومة، تجاوز سعر صرف اليورو 1.23، يوم الثلاثاء، في سوق العملات بلندن، قبل أن يتراجع، اليوم، عن هذا المستوى المرتفع، بسبب تعليقات من أحد أعضاء مجلس إدارة المصرف المركزي الأوروبي، قال فيها إنه "قلق" من الارتفاع الكبير في سعر صرف العملة الأوروبية. وتراجع اليورو مقابل الدولار بعد هذه التعليقات إلى 1.223 دولار، أي بنسبة 0.29%. 

وكسب سعر صرف العملة الأوروبية، خلال العام الماضي، 14.9% بين سلة العملات الرئيسية المتداولة في سوق الصرف العالمي، وذلك مقابل انخفاض قيمة الدولار بنسبة 10%.

وحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، يرى مضاربون أن العملة الأوروبية أصبحت جذابة، وسط الارتفاع الجنوني في سوق "وول ستريت" وقرارات الرئيس دونالد ترامب غير المتزنة التي تهدد مسار العملة والسياسات النقدية.

وهنالك مخاوف من انفجار فقاعة سوق المال الأميركية التي تجاوز أهم مؤشراتها، وهو داوجونز، حاجز 26 ألف نقطة، أو على الأقل احتمال أن ينخفض العائد خلال العام الجاري.

وفي المقابل، فإن المستثمرين ينظرون لعائد الموجودات الأوروبية مثل السندات الحكومية التي تصدرها دول الاتحاد الأوروبي، وكانت منبوذة حتى بداية العام الماضي، على أساس أنها سترتفع بمعدلات أكبر، كما أن اليورو يملك فرص الصعود خلال العام الجاري أكثر من الدولار.

وكان صعود اليورو، الذي لامس أعلى مستوى في ثلاثة أعوام مقابل اليورو، في الآونة الأخيرة، قد تسبب في بعض القلق للشركات الأوروبية التي تعتمد بدرجة كبيرة على أرباح مبيعاتها بالدولار. مما حدا بعضو المركزي الأوروبي، أمس، إلى التدخل في السوق عبر هذه التعليقات، ولكن على الرغم من هذا الانخفاض الذي شهدته العملة، منتصف نهار اليوم، حسب رصد "فايننشال تايمز"، لا يزال اليورو قرب أعلى مستوى في ثلاث سنوات أمام الدولار الأميركي.

ويستفيد اليورو في صعوده المتواصل من قوة النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو، الذي تقدره هيئة الإحصاء الأوروبية "يورو ستات"، بحوالى 2.2%، خلال العام الجاري. كما يستفيد كذلك من قرار المركزي الأوروبي بوقف برنامج التيسير الكمي الذي صرف عليه حوالى 1.1 مليار دولار.

وينوي المركزي الأوروبي وقف البرنامج، في سبتمبر/كانون المقبل. وفي المقابل، فإن اليورو يستفيد كذلك من ضعف الدولار، وقوة اليوان الصيني وصعوده في منصة التسويات التجارية دولياً، حيث تتجه العديد من الدول إلى اعتماد اليوان الصيني كعملة احتياط. وكان آخر هذه الدول ألمانيا.

 

المساهمون